البارت الثامن

61 11 57
                                    

أفاقت و هي رؤيتها غير واضحة تماماً ، كانت كالغيوم و الضباب في السماء ، كانت تستشعر أنها ليست ميته و ليست علي قيد الحياة ، في عالم اخر تشعر بشيء يهتز بها ، متزن في خطواته و لكن بطيء ، هناك ايدي ناعمه أسفل خصرها و أرجلها ، فتحت عيناها بوضوح لتري الحوت ، فأبتسمت و هي تزفر عيناها باكية و قالت : كمال .... الحوت ، خرجت من محيطك للبر ، محدش هيرحمك لما يعرفوا انك حي .

_ شكلك نسيتي تفرقي ما بين كمال و جاسر ، انا جاسر يا رغد جاسر مش كمال .
قالت بدهشة و بصوت خافض :
فين كمال ؟ كمال فين .
بعد الصمت التي رأته في عينيه ، اخذت تتململ بين يده باكية و هي تستند رأسها علي صدره صارخه :
كماااااااااااااااال .

نهضت من نومتها و هي كادت أن تبكي الدموع دماً ، عند رؤيتها لكمال في وجهها و هو قابض بقبضته علي يدها و يربت عليها بقوه قائلاً :
اهدي انا معاكي أنا كمال جنبك فوقي ، فوقي .

احتضنته بقوه ، أدخلته إلي صميم قلبها ، و من قوة تمسكها به شعرت بضلوع عظامه و كأن جسدها أصبح جزءاً لا يتجزأ من جسده ، ملس علي شعرها و هو يقول بلطف : متخافيش انا معاكي .
- متسبنيش علشان خاطري انا محتاجه ليك يا كمال .

رغم حزنه علي حالتها خاصة أنها طوال النهار و ليل حرارتها لم تهدأ إلا قليلاً ، و لم ينهض من جانبها سوي للأمر العاجل ، فحقاً فرح أنها نطقت اسمه هو و ليس جاسر ، و أنها عالمه بكونه هو الحوت و ليس حبيبها السابق أو زوجها ، سكنت بداخله حتي هدأت و أخرجها من بين يديه قائلاً : تعبتيني معاكي ، وخداني في حته مقطوعه و لا في سوبر ماركت جنبنا ولا صيدليات ولا غيره فضلت ماشي بالعربيه لحد ما ربنا رزقني و عرفت اجيب شويه حاجات علشانك ، بس قوليلي ع قد طولة لسانك و انك مافيش منك بس جسمك هاش كده ده انا غُلبت عقبال ما ركبتلك الكالونه.

نظرت إلي كفها لتتأكد مما قال ، نزلت دموعها في صمت و هي ناظره لعينيه بحيره و اقتربت منه قليلاً و بدأت بتوثيق بصمتها علي كل آنش في وجه الحوت ، قبلت أطراف فمه برقه ملحوظه جعلت النيران تشتعل داخل صدره ، و قبلتهُ قبلة بسيطة و لكن لها معني خاص ، فتحت عينيها لتراه هو الآخر مغمض العينين تاركاً نفسه بين لمساتها ، نظر إليها و بادلها المشاعر المتطايره بينهما ، و قالت رغد بحنو بالغ : لو موطني الجاسر راح ف موطني الأبدي موجود ، شكرا ليك .

تحمحم و هو مبتسم و قال ليحاول تغيير الأمر :
اظن دلوقتي باقيتي كويسه احب اقولك أنا عملت اللي اتفقنا عليه و الخط المجهول هو اللي بعت منه للبنك و سحبنا الفلوس للبنات ، و عرفت أن فيه حفلة هتتعمل بعد بكره علشان يعني يجدد نيته هو و اخوه مع رجال الأعمال و يساعدهم ، و دلوقتي بما أن كل حاجه ماشيه كويس و انا باقيت جاسر رسمي و مطمنه اني مش هبوظ حاجه ، ممكن تأكلي بقي علشان انام شويه لاني خلاص تكه و هآيل جنبك .

عشقك أصاب قلبي ( مُكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن