أبريل
هناك في الريف
حيث الطبيعة والهدوء
وكل شيء جميلفي أحدى ساعات ما بعد الظهيرة، في بيت صغير متواضع، تحديداً في غرفته في الطابق العلوي، كان جالساً على مكتبه وكتاب بين يديه. لكن عقله لم يكن مع كتابه ابداً، بل كان شارد الذهن، يحدّق بتركيز عبر النافذة
"لماذا تأخر هكذا اليوم؟" تمتم لنفسه بملل. وبينما كان يحدّث نفسه، فُتح باب الغرفة لتتحدث إليه والدته من عتبة الباب
"جايمين، سأذهب الآن حسناً؟ اعتنِ بنفسك ولا تنسَ أن تأكل طعامك"
"حسناً أمي، وداعاً" ودع والدته وعاد إلى ما كان يفعله. من نافذته، راقبها وهي تغادر المنزل متجهة إلى مكان عملها
أمسك بكتابه ليكمل قراءته. كان يشعر بالاسترخاء في تلك اللحظة، لكن بعد قليل من الوقت، جاء من كان ينتظره
كان يركب الدراجة، يقودها بهدوء، وينظر حوله. شعره كان يتطاير قليلاً مع الرياح، وكان هذا المشهد المفضل لجايمين
توقف عن القيادة ووضع دراجته جانباً. ثم أخرج كتابًا من الحقيبة التي كانت خلف الدراجة ودخل حقل الزهور البيضاء الواقع على يمين منزل جايمين، حيث توجد نافذة غرفته تحديدًا
خلع حذاءه واستلقى على العشب، وبدأ في القراءة تحت أنظار جايمين المعجب
هدوء هذا الفتى أثار اهتمامه كثيرًا. منذ أسبوع، يأتي هذا الفتى إلى نفس المكان في نفس التوقيت كل يوم لقراءة كتابه لفترة، ثم يرحل
وكان جايمين يراقبه كل يوم، يراقب تفاصيله الصغيرة. كيف يركز على صفحاته، وكيف تتلاعب الرياح بشعره
لقد كان خائفًا من أن يكتشف أمره، لكنه كان يشعر بأن الفتى لم ينتبه إليه أبدًا. ومع مرور الوقت، بدأ يشعر بأنه معجب بهذا الهدوء الذي ينبعث من الفتى
أعجب جايمين بالطريقة اللطيفة التي يستلقي بها الفتى على العشب ليقرأ، أحيانًا على ظهره وأحيانًا على بطنه. كان جايمين يحب أكثر عندما يستلقي على ظهره، حيث يضع رجله على الأخرى
أعجب بطريقة تقلبه على العشب، أعجب بطريقته في اللعب مع القطط المتسولة التي تعبث أحيانًا حوله. وكان يشعر بسعادة خاصة عندما يراه يغفو. لقد أحب كل شيء فيه، تلك اللحظات الهادئة كانت تضفي على يومه السكينة