عاثِر.

13 1 0
                                    






توجها إلى مِعهَد الفنون سيرًا على الأقدام ولِأن المكان بعيد نوعًا ما، أخبر دونقمين رِيوو بذلك مُنبِهًا له،
فلعل السير لمسافاتٍ طَويلة لا يَروق رِيوو.

-أأنتَ مُتأكِد؟ توَد قطع تلك المسافة سيرًا؟
-أجلَ لا بأس، فالمَشي لِمسافات طويلة يُعَد نوعًا مِن الرِياضة!.
-رُبما.

نظر له دونقمين ثم قال له "حسنًا، الجري أفضل مِن السَير أيضًا، إن كُنتَ جادًا بِخصوص كون السَير رياضة جاريني في الجَري الآن." سكت رِيوو ليتساءل "لا.. لكن لِمَ؟؟" ولَم يرى شيئًا سِوى ظِل دونقمين الذي إنطلَقَ أمامه بسرعةٍ مُفاجِئة فيلحَق بِدونقمين مُسرِعًا كَي لا يَفقِد أثرَه "ياا!! هان دونقمين لِتتوقفف!." لكن دونقمين بالكاد كان يسمعه، إذ أخذَ رِيوو يتبعه حتى خارَت قِواه وتوقف كي يصيَحَ في دونقمين "هل أنتَ عداء في الألعاب الأولومبية أم ماذا!!" فيتوقف دونقمين بمنتصف طريقه واضِعًا يداه على رُكبَتيه ضاحِكًا من رِيوو "لا لَستُ عداءً ماهِرًا، لكن رؤيَتك تُقاوِم الواقِع ومشقاته يجعل مِني أُريد رؤيَة المزيد من هذا الجانِب." فينظر إليه رِيوو بِشيءٍ مِن الغضَب بِذلك الوجه الصغير الغاضِب جاعِلًا مِن دونقمين يستمر في الضَحِكِ أكثَر.

-يا لك مِن مَعتوه.
-أهذا ما تقوله لشخص أرادَ أن يُنمِّي مِن لياقتك البدنية؟؟
-وما شأنك، دع ليقاتي وبدَني في حالِهما.
-حسنًا سأدعهما كما تأمُر سَيد لِي.

ضربَ رِيوو كتف دونقمين بخفة مُعبِرًا عن تعرضه للإستفزاز مِن قِبَلِ دونقمين، فيبتسم دونقمين لفعله رِيوو الصغيرة تلك فلا يُلائم ذلك التعبير العابِس ملامِحَ رِيوو الهادِئَة.

إستراحا لبعض الدقائق ثم أكملَا سيرهما إلى إن وصلا إلى معهد الفنون، حينها أخذَ دونقمين يُري رِيوو أقسام المعهد البسيط، قِسم للفنون التشكيلية وآخرَ للفنون الموسيقية وثانٍ للأداءآت المسرحية وإلى آخِره.

-أيوجَد أيُ أداءٍ حالي في مسرح المعهد؟؟
-لا أعلم، دعني اسأل لك.
أومأ رِيوو ثم تبِعَ دونقمين إلى كُلِ مكانِ يذهب إليه، راحَ دونقمين يسأل عن ما قَد يُعرَض في الساعة القادِمَة على مسرح المعهَد بينما رِيوو يستمع إلى تلك التفاصِيل.

-مِن حُسنِ حظك سيكون هنالِك ما يُعرَض خِلال الساعة القادمة وهذه قائمة بالإداءآت التي سيكون طلاب المعهد مشاركين بِها.

أخبرتهما المُنظِّمَة بذلك ثم أعطى دونقمين القائمة لرِيوو ويبدو بِأن أَعيُن رِيوو هي التي تلمَع هذه المرة.

-تَبدو مُتحمِسًا.
رفع رِيوو وجهه عن القائمة التي كانت أَعينه مُعلَّقة عليها ونظر إلى دونقمين "مُتحمِسًا؟؟ آه، رُبما.."
-أحقًا تُحِب هذا النوع مِن الفنون؟
-ألا يَظهر ذلك علي؟
-نظرًا إلى مظهرك الخارجي..أجل، ونظرًا إلى شخصيتك المُتحفِّظة؟ فَلا.
-أخبَرتك مسبقًا، لا تحكم على الكِتاب مِن عنوانه أو حتى غِلافه.
-رُبما سأحكم أكثر في المرة القادِمَة.
-إياكَ.

عندما لَم يَكُن للأمانيَ أبواب.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن