إن كان بالإمكان.

17 4 0
                                    



ذاكَ المَطر.. أيقظَه مِن أسرابِ أفكارِه، كان كَمن سُكِبَ عليه فَيضٌ مِن الماء، أفاقَ مِن غفلَتِه لِيَقفَ على قَدَميه ويُغادِر المكان، فتلك الغابة ليست بِالمكانِ الآمِن في أوقاتٍ كهذه، رغم خروجه مُباشرة منها ألا إنه اِبتلَّ بالكامِل من رأسِه إلى أخمَصِ قدميه وكان سعيدًا.. سعيدًا للغاية.

أخذَ يلعَب أسفل المَطر وينظُر إلى السماءِ مُتسائلًا
"هَل سيأتي يومًا وأكون بِه حُرًا طليقًا كما المَطر؟؟" أنتَشِرُ في جميع الأنحاء، أسعى واتنَقَّلُ في كُلِ مكان"
كان هذا ما يُفكِرَ بِه بينما يفتح يديه للمَطر ويُرَحِّب بِه.

بقي يجول على أطراف الجزيرة قُربَ الشاطئ ويرجو بِأن المطر لَن يتوقف ويستمر لِوقتٍ أطَول، بدا وكأنه مُتنفَسه مِن هذه الحياة وكأنه رَضيَ بِكُلِّ شيء مُذ أن المطَرَ هَطل، داهمته عطسَة مُفاجِئَة تَخرُج منه فيعلم بِأنه أطال الوقت خارِج المنزل فيتبع المَوقِف إتصال والِدَته ليُخبِرها بِأنه عائد للمَنزِل.

حالما وصَل ألقى بجميع ثيابه في سلة الغَسيل واِستحمَّ سريعًا بالماء الدافئ، إنتهى ثم قام بإعداد العشاء
لِـ أفراد أُسرَتِه، فيبدو أن الجميع مُنهَكون مِن يومِهم هذا وحتى وإن لَم يكونوا، فسيُعد جميع الوجبات لهم دونَ ترَدُد.

-يا، دونقمين ما الذي تقوم به يبدو شهيًا.
قاله له يوجين فاومأ دونقمين يتفق على ما قاله يوجين فحقًا يبدو ما يُعدِه دونقمين لذيذًا
-إنه لذيذ بالفعل لكن.. هل يمكنك عدم مُناداتي
بِـ "يا"؟؟.
-اوه.. هل تحسَّس عزيزي مِيني من هذا؟؟
-حسنًا، لا يَهُم..

تجاهله دونقمين وأكملَ إعداد العشاء وحالما إنتهى تعاونَ كُلًّا مِنهم في تحضير طاوِلَة الطَّعام، إجتَمِعوا حول طاولتهم المعتادة لكن دونقمين لاحَظ بِأن والِدَه لم يأتي بعد لِذا لم يَمُد يده كي يتناول الطعام بَل أخذ ينتظره لِبعض الوقت لكنه لَم يأتي، نهض دونقمين يُنادي والده فعثَر عليه في غرفته نائم، تردد بعض الشيء في إيقاضِه لكنه يعلم بِأنه لم يتناول شيء مُنذ أن عاد للمنزل لِذا أخذَ يوقِضه بهدوء حتى إستيقِظ " العشاء جاهز، هل توَد تناوله برِفقتِنا؟" إعتدلَ والِده ثم ذهب بِرفقَتِه، جلسوا معًا حولَ طاوِلة الطعام حينها إستطاع دونقمين تناول طعامه بعدما رأهم جميعًا حوله.

يبدو مَشهد العائلة بالنسبةِ لِدونقمين كـ مشهَدٍ سيريالي في كُلِّ مرَّة فهوَ أكثر ما يُبقيه سعيدًا بِهذه الحياة كي يَستمِر فيها.

حالما إنتهى من تناول طعامه غادَر إلى غُرفَتِه بهدوء، تمدد على سريره مُنهكًا مِن طولِ اليَوم فلَم يقوى على القيام بالمزيد لِذا نام مُباشَرة.








عندما لَم يَكُن للأمانيَ أبواب.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن