"رُوح مُرهَــقّـة"

54 43 23
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


كانت ليلةً أهدأ مِن سابِقاتِها
اهلكتها نيرانٌ مُخمّدة
بعد أن رأت تِلكَ النارُ تُخمد لم تنتظر ثوانٍ
حتى هرولت إلى ذلِكَ المنزِل الذي بالكاد
ضلَّ واقفاً بعد أن نهشتِ النارُ أحجارَهُ
وأخشابَه ،
كانَ أمراً سبَّب لها الذعر
فلا شيء بقي على حالتِه
شهقت وهِي تدخُل واضعتاً يديها
على فاهِها المفتوحِ ذُعراً
ودُموعها تَلمعُ على وجنتِيها
فِي عُتمةِ منزِلها الذي تهالكَ
مشططت المكان بِعينِيها المُحمَّرتين
ما الذي تسببَ بهذا كُلَهُ؟
سألت نفسها فلم يُجِب أحدٌ
فوضعتِ اللومَّ على نفسها أما تمَّ إنقاذَهُم
لو أبكَرت؟ بضع دقائق مِن التأخير
سببت لها صدمةً أبدية، عاراً عليها
كيفَ تأخرت؟
تدوسُ قدميها ما تحولَّ لرماد
تخشى أتطأ قدميها رمادَ والديهَا
دوناً مِن عِلمِها ،
كان قاسياً عليها كيف نزلتَ
تِلكَ المصِيبةُ على رأسِها المثقل ؟
لم ترحم نفسَها مِن اللومِ
مع كُلِ شيءٍ تطأهُ قدميها،
وصَلت الى مُنتصفِ المنزل المُتفحِم
هل هُنا ماتَ والدَيها؟
شعرٌ لمَ تمسَّه نارٌ
وخُرقٌ بالية لملابس شِبهُ مُحترقة
وفأسٌ ومِنجل ، وبُقعةٌ رطبة تفترِشُ الأرض
و بعض الرماد
اهذا ماتبقى مِن جُثمانِ والديها؟
انهارات أرضا تصرُخ راجيةً عودتهما
وهي تُلوِث الشعر الأسود الذي أحتضنتهُ
إلى صدرِها بدموعها المُتوهِجةِ الماً،
وبينَما تشدُ قبضتها على الشعر
بين يديها أحسَت بِـ ألمٍ طفيف
افرجت عن الشعر المتلملم في قبضتها
عندما فتحتها
وجدت معدناً متفتتا بين تِلكَ الشُعيرات
على يدِها
هذا ماتبقى مِن أثرِ تِلكَ الرصاصة القاضية
ولأنَّها ليست
شخصاً غافِلاً أو غبياً
هِي تعرِفُ ما هيةَ ذَلكَ المعدِن ،
فهي أيضاً تعملُ في مجالٍ وجودُ
السلاحِ أمرٌ أساسيٌ فيه!

- خَارِقةُ الدروع؟ لما سبائكُ
التنجستن هُنا؟!!.

نطقت برجفةٍ مِن شفتِها السفلية
إتضحَت لها بعضُ الأمور،
تلكَ ليسَت حادِثةً طبيعية!
ليس أمراً يجِبُ أن تغفل عنهُ
فحتى لو إحترق جُثمان والديها
هي تُدرِكُ جَيداً أنهُما قُتِلا قبلَّ أن يحتِرقَا

فصلَت خُصلات الشعر الطويلة
عن أثارِ ماتبقى مِن تِلكَ الرصاصة
ووضعت المعدِن المُتفتتِ في جيبِ سُترتِها

مَـكـان حَـيـثُ لا أثَّـر لكَ فِيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن