رماد"8"

41 3 0
                                    

بعد ما خرجوا بسرعه مفيش لحظات و دخل رجال الشرطة بسرعة البرق ولكن كان الوقت متأخر كانوا بيعانوا الاول مكنش حد واخد باله مش غرفة المخزن المغلقة بدأوا بـ تجول في المكان بحذر شديد بعد وقت وقف شخص من رجال الشرطة قدام اللواء المسئول عنهم اتكلم العسكري
جميل : يا باشا تم تعيين المكان بالكامل لكن مفيش اي شخص هنا
اللواء هاني : امال محمود فين بس البلاغ وصل للمكان ده
جميل : طيب هنعمل ايه
هاني : مفيش نتيجة لازم نمشي احنا كده بنضيع وقت و ممكن يكون محمود في الوقت ده في خطر
جميل : تمام يا باشا يلا بينا
بدأوا يتحركوا وراء بعض كان محمود بيصيح بأعلى صوت عنده يمكن حد يسمعه و كأنها كانت امنيه ليه و اتحققت وصلوا لقدام الباب الخلفي المكان ووقف اللواء هاني
ـ المكان ده في حد خرج منه
رد عليه جميل باستغراب
ـ إزاي يا باشا ومفيش أثر لوجود بني ادم هنا
رد هاني وهو بيتحرك بسرعه و بيفتح كل الغرف اللي بتقابله لحد ماوصل لآخر غرفه حط ايده على مقبض الباب كان اخر امل ايه أنه يلاقي محمود إحساسه اخده لهنا إزاي ميحسش بيه وهو ابنه وحته منه ايوه لأول مرة يعترف بينه وبين نفسه أن ده ابنه كفايه أنه بعد عنه طول السنين دي و خلاه يحس أنه يتيم مش معقول ابنه على اسمه ولكن مش حاسس بيه مش عارف يوصل فكرة إن هو فعلا ابوه الحقيقي مش مجرد شخص متبنيه كان دائما قلبه بيتقطع لما كان بيتقال عليه إن ممكن يكون ابن حرام ملعون أبو الظروف اللي تبعدني عن ابني طول السنين دي.
قرب جميل منه و فوقه من شروده
ـ في حاجه يا باشا هنا
رد هاني بتوهان
ـ ابني... ا قصدي محمود هنا
بص له جميل بشك و سأله باستغراب
ـ و حضرتك عرفت منين ان هو هنا
هاني ساب مقبض الباب ولف لجميل و كلمة بعصبيه
ـ هل يفرق معاك الطريقة انا بقولك أنه هنا
رد جميل باعتذار
ـ انا اسف يا فندم مكنش قصدي كدا والله حاضر هـ نفتش الغرفة دي حالاً
اعطي جميل إشارة للتحرك لتفتيش الغرفة و فعلا دخلوا و كانت الصدمه...

عند بنين كانت وصلت لآخر الرحلة نزلت و كان معاها أيهم في ايديها و بتحاول توازن بينها وبين أيهم بعد ما دخلت في نوبة مش طبيعية من الإغماء و مؤخراً بقى بيحصل معاها كا نوع من أنواع الشلل النصفي المؤقت بيجيله على شكل حالات مختلفة زي إغماء أو توتر مفرط أو عدم قدرتها على الحركة لفترة زمنية محددة من الوقت مش طويلة لكن تتسبب ليها بألم مفرط جداً افتكرت اول مره جالها المرض ده أمتي
"عودة إلى الماضي"
فاقت من صدمتها في موت أهلها بعد مرور وقت طويل بس كان لازم تتماسك عشان مبقاش ليها حد في الدنيا غير أبنها لو كانت وقت وقتها كان هيبقي صعب عليها انها ترجع زي ما كانت وكان للقرار ده عواقب وكان التمن حلمها أيوه حلمها اللي عافرت عشانه سنين من عمرها و تحت ضغط الجمع لحد ما قدرت توصل للمرحلة دي لكن حالياً مفيش حاجه اهم من أبنها من وجهة نظرها كانت تقدر توفق بين الشغل والبيت بس خلاص راحوا الأمان ليها على سيرة الأمان افتكرت أمان لما فضل معاها لحد ما تخطت مرحلة الزعل على أهلها و كمان دعمها على قرار أنها تتخلى عن حلمها بدافع الحفاظ على أبنها بعد الفترة دي و كمان بعد ما قدمت استقالتها من الشرطة و مبقتش بتعمل حاجة غير إنها في البيت وده كان بالسالب عليها مكنتش بتتكلم مع حد ولا بتشوف حد الوحيد اللي كان معاها هو أمان و في حاجات مكنش ينفع إنها تتحكي ليه فا كتمت في نفسها لحد ما وصلها لـ متلازمة
"القلب المنكسر"
(Heart broken syndrome)
عادة ما يكون المرض ده مؤقت لكن استمر معاها للان بالاعراض بتاعته
"باك"
فاقت من الشرود على صوت أيهم وهو بيكلمها بهدوء غريب عليه
أيهم : ماما مالك
بنين نزلت لمستواه واتكلمت بحنان
ـ مفيش يا قلب ماما انا بخير بس سرحت شويه
أيهم : ماما المكان حلو
بنين : ولسه يا حبيب ماما نمشي في المكان كله هتلاقيه جميل و حلو احلى من هنا
أيهم : ماما انا بحبك اوي
بنين : و انا كمان يا عمري
بعدها كملت كلمها باستغراب
ـ بس ايه مناسبه الكلام الحلو ده
أيهم بكلام على حافة البكاء
ـ عشان خايف يا ماما انك تسيبيني زي جدو أصف و نانا حنان و كمان بابا ياسين هو مشي عند ربنا مع جدو و نانا و كمان لما بقي عندي بابا تاني مشي حتي بابا أمان كمان مشي هما كلهم مش بيحبوني صح
قربت منه و اتكلمت وهي ضمته ليها بدموع هي فعلا دلوقتي حست بمدى التقصير اللي قصرته معاه هل دافع الانتقام كان قوي لدرجة أنها تنسى هي بتنتقم عشان مين وليه اصلا ده ابنها ليه تفكر في حد غير مهما كان هو مين مفيش اهم من أيهم ابني بعد وقت قصير من التفكير حسمت قرارها و خلاص بدأت في تنفيذه
لما بصت على أيهم لقيته نام في حضنها على الارض فاقت من دوامة الذكريات دي و ركزت انها لسه على أرض المطار ندهت على الأمن اخد منها الشنط و شالت أيهم و اتحركت بيه لوجهتها

رماد فاضت به الروح عشقاً (جاري تعديل السرد إلي الفصحي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن