رماد"9"

46 4 2
                                    

بعد مرور اسبوع ما تغيرش في اي حاجه غير ان بنين بتتجول في المدينة هي وايهم وبتاخده كل يوم لمكان جديد وممتع ليه وبتحاول تعوضه عن قلة الاهتمام طوال الفتره اللي فاتت وقدرت ان هي تحتوي الوضع ولكن الفرحه دي مش هتستمر كتير

محمود ما فيش حاجه جديده عندي غير انه من يوم اختفاء بنين وهو بيدور عليها في كل مكان وبيحاول انه يوصل لاي حد يوصله بيها واحاول كثير ان هو يوصل للطيار او جهاز التتبع اللي كان موجود في الطياره لكنه ما اقدرش ولكنه الان ما فقدش الامل انه يلاقيها

هاني كان بيحاول بكل الطرق يقرب من محمود لكنه ما كانش عارف يوصل له بسبب انشغاله وما كانش عارف سبب انشغاله ايه ولحد الان ما قدرش يوصل للي تهجم عليه وعمل كده لكنه لسه في مسيره البحث

حسن كان طول الوقت مع محمود بيحاول انه يلازمه في كل شيء وكان بيساعده في عمليه البحث عن بنين وايهم وفي نفس الوقت البحث عن امان على اعتقاد محمود انه لما يلاقي امان هيقدر يوصل لبنين وايهم ما كانش يعرف انه بيجري ورا سراب

اما امان كان بيمر يومه بلا هدف غير انه بيحاول يوصل للزعيم واكتساب ثقته في التامه ومعرفه مين هو الشخص المجهول اللي كان المفروض يقابل الزعيم ولكنه لحد الان لسه ما عرفش هو مين وخلاص بعده مرور شهور في تواجده في المكان ده قدر ان هو يكتسب الثقه التامه للزعيم الكبير ويعتبر بقى ايده اليمين وعلى حسب المعلومات اللي وصلت له ان النهارده هيكون اليوم المنتظر من شهور وهيتقابل الزعيم مع الجاسوس المصري وهيحاول يعمل اقصى ماعنده لانهاء حياه الجاسوس ولكن هيكون للقدر رايي آخر….

وقف امان قدام شخص كان باين عليه الوقار والغموض في نفس الوقت اتكلم امان وهو واقف قدامه بكل كبرياء لا يقل عنه في شيء
ايفان : الا قول لي يا باشا امتى الفاسق تقع في الراس وامتى هنجيب الخلاص
رد عليه الشخص بنفس الغموض وهو بيلتفت وواقف قدام شاشه كبيره معروضه عليها صور ظباط مصريين وكل شويه يعرض صوره ظابط لحد ما واقف قدام صوره شخص صدمت امان
ديفيد : هذا هو الظابط المصري ياسين مروان الهلالي
امان بص للصوره بصدمه وفي لمح البصر اخفاها ببراعه وبدا ان هو يجريه في الكلام
امان : ما به ذلك الوغد يا سيدي
ديفيد : هذا الوغد ذهب الى الجحيم ولكن ليس الجحيم الابدي بل جحيم انا اتعلم ماذا فعلت به يا ايفان سوف اقول لك لاحقا
بعد كده غير الصوره وظهر قدامه صوره ابوه وامه
ديفيد : اتعلم من هؤلاء…. هذا اللواء الراحل مروان الهلالي والسيده ماجده على ما اعتقد هؤلاء اهل ذلك الظابط الغبي وسوف يلحقون بطفلهم قريبا ولكن اعثر عليهم اولا
قلب الصوره وظهر بعديها صوره بنين وهي شايله ايهم
في اللحظه دي حاسه امان بالرعب ايه اللي ممكن يكون عاوزه الراجل ده
ديفيد : هذه هي الراس المدبر النقيب بنين آصف الزيني نشرت خبر انها استقالت من عملها لاهتمامها والتقرب لطفلها الصغير الذي علمت منذ مده ليست كبيره انه اتى بسبب اغتصابها من زوجها في يوم زفافها ايعقل هذا الهراء
ولكن كانت سبب في تدمير خليه كامله من اتباعنا لقد لعبت دورا جميلا حقا وارفع لها القبعه على ذكائها ولقد استغلت طفلها الصغير في التظليل على عملها وفي الواقع هي لم تتخلي عن الوظيفه الخاصه بالظابط المصري واستمرت في الترقيه والعمل بشكل سري ولكن ذلك سوف ينتهي قريبا عندما اعثر عليها لان استمرارها على الحياه يؤدي خطرا كبيرا على حياتنا وعملي ايضا انها تملك ادله يكفي دليل واحد فقط منهم ان ينهينا بشكل تام واعتقد انها تقدر على ذلك ان هذه الصغيره المغفله تملك الشجاعه مثل المرحوم والدها
وعند ذكر كلمه المرحوم والدها دخل في حاله السيريه من الضحك بسخريه
امان كان في صدمه كبيره جدا وما كانش عارف كل ده عن حبيبته اللي كان المفروض هو اقرب ما ليها ازاي هي لسه مكمله في الشرطه وما كانتش بتخرج من البيت وهو كان موصل طلب استقالاتها بايده ازاي هي وصلت للمكان ده وقدرت ان هي توصل للزعيم اللي اخذ سنين علشان يوصل له ما بقاش فاهم حاجه وايه وصله لاهله ولاخوه المتوفي
أمان : ماذا بك يا سيدي لما لا تخبرني لاستطيع الضحك معك ان يبدو الموضوعا شيقا حقا للسخريه
ديفيد : الا تعلم ان ذلك اللواء المرحوم هو وذلك الظابط الوغد ما زال على قيد الحياه
صدمه ورا صدمه اتلقاها امان في الوقت ده معقول بعد كل السنين دي يطلع اخوه عايش ويطلع احساس بنين صح وهل هي فعلا كانت متاكده ان ابوها عايش هو وياسين
اسئله كتير جدا هجمت دماغ وما كانش عارف ليها اجابه كان كل الحل عند بنين بس هيوصل ليها ازاي دلوقتي وهو من وقت ما اسافر ما يعرفش عنها حاجه
امان وهو بيحاول يخفي صدمته : ماذا على قيد الحياه كيف يا سيدي اليس هما ليس على قيد الحياه على ما اعتقد من اخبار اتت الي
ديفيد : على مدى الذكاء والقدره التي تملكها الا انك ما زلت صغيرا يا ايها الفتى لم تستطيع يوما ان تصل الى ما في جوفي
كان امان بيحاول ان هو يتوه بالكلام عشان يقدر يعرف معلومات اكتر منه : ولكن من عقلي ليس بي الان كيف هم على قيد الحياه واذا كانوا على قيد الحياه اين هما الان
اتكلم ديفيد وهو بيقرب من الكرسي بتاعه وبيقعد وهو بيجيب صوره بنين وبيصوب عليها باكس حمراء
ديفيد : Hayır hayır ليس كله دفعه واحده يا ايها الصغير اعتقد انك علمت معلومات كثيره اليوم واحتاج ذهنك كامل الوعي لمقابله اليوم اخبرتك بتلك المعلومات لتكون على علما كافي بما سيحدث اليوم وتتعرف على الاشخاص وبعد المقابله اليوم واتمامها بشكل تام سوف اخبرك بباقي المعلومات يمكنك الذهاب الان واخبار وتجهيز الرجال في المكان المحدد لنا
كانت دي اخر جمله قالها ديفيد قبل ما يؤمر امان انه يخرج بره المكتب
خرج امان وما كانش حاسس برجله من كتر الصدمات اللي خدها كل اللي كان همه دلوقتي ان هو يوصل مصر باي طريقه عشان ينقذ بنين من الخطر المحاوط بيها
….
خرج محمود من الاوضه بتاعته وتوجه لمكتب هاني خبط واذن هاني بالدخول
اول ما هاني شاك محمود داخل عنده قام بسرعه من مكانه وقرب ليه
هاني : تعالى يا ابني تعالى اقعد واقف عندك ليه في حاجه انت كويس
قرب محمود وقعد قدامه وحاول ان هو يتمالك نفسه ويتكلم
محمود : بابا انا عارف ان انا مش ابنك وما ليش كامل الصلاحيه في في الكلمه دي بس انا اتعودت عليها واعتبرتك في مقام والدي الحقيقي ولو انا فعلا ليا انا غلاوه او ذره من الحب جواك عاوزك تنفذ لي الطلب اللي هطلبه منك ده
في الاول استغرب هاني من كلام محمود لكنه مهتمش للامر قد ما انه كان مبسوط انه اول محتاجه راح له
هاني : لو طلبت عينيا وروحي ما تغلاش عليك قول واعتبر امرك مجاب
محمود : انا عاوز اوصل لبنين بنت اللواء المرحوم آصف
استغرب هاني من طلب محمود : ما فيش مشكله انا ممكن نروح لها البيت دلوقتي
محمود بتوضيح : هي لو كانت في البيت انا كنت هطلب منك ان احنا ندور عليها هي مش موجوده في البيت
هاني : ازاي مش فاهم مش موجوده في البيت فين
محمود : فاكر اليوم اللي انا كنت مخطوف فيه
هاني : ايوه فاكر اليوم ده كويس وما نسيتش اللي عمل كده ولحد دلوقتي بدور على اللي كان السبب في اذيتك بس للاسف لحد الان ما قدرتش ان انا اوصل لاي حاجه شكلهم كانوا مدبرين للموضوع كويس كنت مستني ان انت تهدى عشان اقدر اسالك هل لك عداوه مع حد الفتره اللي فاتت
محمود بتنهيده طويله : انا هحكي لك كل حاجه من الاول
هاني : قول يا ابني قل لي اذان صاغيه
محمود : في اليوم ده خرجت انا رحت عند بنين عشان اوصلها للمطار لان هي كانت مسافره بس ما كنتش اعرف هي مسافره ليه وبعدين قرب واحد من امن المطار ومنعنا من السفر كنا بنساله ليه ابتدا ان هو بيتهجم علينا بالضرب ولما جوم الامن قالوا ان احنا كان معانا مخدرات في الشنطه وبعد كده انا هربت بنين في طياره خاصه كانت موجوده داخل صاله جوه المطار وبعدها هم خدوني وقالوا لي على المخدرات اللي كانت موجوده في الشنطه اللي يعلم ربنا انا ما كنتش اعرف عنها اي حاجه ومن اليوم ده انا ما اعرفش اي حاجه عن بنين ولا ايهم ابنها هم الاثنين كانوا مع بعض وبعدين حاولت ان انا اوصل للطيار او الطياره والتتبع اللي كان فيها لكن ما فيش اي شيء يدل ان الطياره اصلا كانت موجوده على الواقع وحاسس ان انا نفوخي هيشت مني من كتر ما انا قلبت عليها مصر عليها واطيها وكل البلاد اللي هي كانت بتسافرها قبل كده ولحد الان مش قادر اني اوصل لاي حاجه
هاني : كل ده يا ابني حصل معاك وما تعرفنيش…
سكت شويه وبعد كده كمل كلامه
ـ مش يمكن سافرت مع جوزها انا اللي سمعته ان هي لسه متجوزه من قريب ما بقالهاش كذا شهر يعني
محمود عصبيه : هو ايه كلكم كنتوا عارفين موضوع جوازها الا انا اخر من يعلم حتى انا حاولت اني اوصل لامان ما لوش اثر ولا ليه حتى سجل سفر في اي مطار موجود في مصر
هاني : طب ما تسيبك منهم يا ابني عاوز منهم ايه انا شايف ان ملكش مصلحه بعد موت اللواء آصف الزيني
محمود : انا مش عاوز حاجه من حد انا عاوز بنين…. بنين هتكون ليا مش هتكون لغيري انا بحبها انا خلاص مش هخبي اكتر من كده
هاني : انت بتقول ايه يا ابني دي مهما كانت مرات صاحبك المرحوم وحاليا بقت مرات صاحبك الثاني انت كده غلط انت بتفكر في واحده متجوزه ومعاها عيل لو عاوز تتجوز عرفني وانا اجيب لك بنت اتخن التخين في البلد ومستويات اعلى واعلى
قام من مكانه واقف في عصبيه وبدا يكسر في اللي يلاقيه قدامه وما قدرش مع هاني ان هو يسيطر عليه
محمود : انا مش عاوز فلوس انا مش عايز حاجه انا عايز بنين انا بحبها ايوه انا بحبها
فقد هاني السيطره على محمود ندى للحرس بسرعه ان هم يجوا يسمسكوه قرب الدكتور اللي كان مقيم معاهم في البيت وادى له حقنه مهدئ بعد وقت كان هدي محمود وقع في الارض أمر هاني الحراس ان هم ينقلوه على الغرفه الخاصه بيه
نقلوا فعلا وبعد ما خرجوا من المكتب قعد هاني على اقرب كرسي ليه بتعب وما بقاش عارف يعمل ايه مع ابنه وزاد حمل ان هو يعرفه والحقيقه ومعاهم ان يشوف بنين وابنها اختفوا فين وحتى لو لقاهم هيعمل ايه دي واحده متجوزه وكانت بنت صاحبه وعشره عمره في يوم من الايام هل هيقدر يؤذيها على حساب فرحه ابنه اللي مش عارف حتى ان هو ابوه الحقيقي كل دي كانت حيره عماله تدور في عقلك وتعب من كثر التفكير وكرر ان هو يروح للاوضه بتاعته يستريح شويه وبعدها يبدا في عمليه البحث عن بنين آصف الزيني.

كانت بنين قاعده في حديقه منزل جميل جدا باللون الابيض وعلى رجليها ايهم ابنها كانت بتلعب معاه وهم بيتمرجحوا وصوت ضحكهم كان مسمع في حيطان البيت كلها
بنين بحب : مبسوط يا قلب ماما
أيهم : جدا جدا يا ماما انا بحبك قوي
بنين : وانا كمان يا روح قلبي ايه رايك النهارده نخرج كمان
ايهم بفرحه : طبعا في العاب جميله قوي هنا
بنين : ولسه يا قلبي هفرجك على حاجات احلى واحلى وهنجرب كل الالعاب اللي في الدنيا
ايهم : انا مبسوط جدا يا ماما اني هجرب كل الالعاب اللي في الدنيا
سكت شويه وبان على ملامحه الزعل
لحظه بنين تغير حاله وقلقت عليه وسالته بخوف
بنين : مالك يا حبيب ماما في حاجه زعلتك انت مش حابب المكان هنا
أيهم : لا يا ماما مش كده المكان هنا حلو قوي بس انا زعلان علشان بابا امان وبابا ياسين مش موجودين حتى بابا امان وقعدني ان هو مش هيسيبني وهو كمان مشي زي جدو آصف و مروان  ونانا حنان وماجدة انا حاسس ان انا ولد نوتي عشان هم كلهم بيسيبوني ويمشوا هم اكيد مش بيحبوني انا مش عارف ليه يا ماما انا خايف انت كمان تسيبيني وتمشي
بدون وعي منها نزلت دموعها وضميته ليها بحب وهي بتتكلم وبتملس على شعره الاسود الناعم اللي فكرها بملمس شعر ياسين وافتكروا موقف منها وبينه
"عوده الى الماضي"
كان واقف ياسين قدام حمام سباحه كبير وبيرتدي لبس السباحه فقط وقفت وراه بنين واتكلمت بهزار
بنين : ايه يا سو مش خايفه تاخد برد ولا لما تنزل في الميه الاستشوار يروح
لفلها ياسين واتكلم بحب هو بيقرب منها
ياسين : انا عامل استشوار يا بنتي انا جيناتي ناعمه طبيعي
بنين بضحك عليه : هحاول اني اصدق ان ده مش استشوار او بروتين
ياسين : طب حطي ايدك كده وشوفي
وفعلا بدات اللي هي تملس على شعره كم ملمسه ناعم جدا واسود بدات ان هي تلعب بفروه راسه زي الاطفال
ياسين : يا بنتي بس اهدي بقى بوظت شعري
بنين : لا لا انا لسه مش مقتنعه ان ده شعرك الطبيعي
ياسين : وعايزه تقتنع ازاي بقى يا ست هانم
لسه ما كملتش كلامه وردت عليه بنين : كده
قالت الكلمه دي وبعد كده زقتهم في المسبح ولكن سرعه البديهه عند ياسين كانت عاليه فعلا هو شك ان هي هتعمل كده فامسكها من ايديها وسحبها معاه
وقعوا هم الاثنين في المسبح وبعد كده خرج من تحت الميه وهو بيتنفس
ياسين : يا مجنونه بقى دي حركه تعملي
ردت عليه بنين بعصبيه : يعني اللي انت عملته ده حركه عاقله يعني انت بهدلتني خالص
ياسين : من بعد ما عندكم يا باشا
بنين : امممم مكار جدا ما فيش شكل وغدار على فكره
ياسين : انا غدار وما ليش امان حتى مع اقرب ماليه
بنين : اممم وشرس كمان
ياسين : المهم مش كنت حابه تتاكدي من نعومه شعري شوفي هو اتغسل
قربت منه بنين وبدات ان هي تلعب في شعره وزي ما توقعت كان طبيعي
بنين : وهل فعلا بعد الخلفه والجواز يعني لما ربنا يهديك ابني هيبقى شعره اسود وناعم كده زي شعرك
ياسين : انا عايزه اقول لك ان ما حدش في البيت شعره زي شعري غير امان اخويا ودي وراثه على فكره بس ما تقلقيش ابني هيورث مني كل حاجه شعري الحلو وكمان وسامتي
بنين : يا على كم من غرور اللي انت فيه يااا
"باك"
فاقت من الشروط بتاعها وردت على ايهم بحب
بنين : ما تقلقش يا قلبي لو كل العالم سابك اعرف ان ماما حبيبتك هتفضل معاك وعمرها ما هتبعد عنك عشان ايهم ما لوش غير بنين وبنين ملهاش غير ايهم في الدنيا بعد ربنا يا قلبي يا نور عيني انت
وبعدين احنا مش عاوزين نقلب الموضوع زعل كده فعايزين نستمتع ونفرح وما فيش مكان للزعل جوه حياتنا نهائي
بدات النهايه تلعب معاه ويجروا ورا بعض في الحديقه وانتهى اليوم مع بنين زي كل يوم بيمر عليها مع ابنها.
ـــــــــــــ
تتوقع الاحداث اللي جايه هتبقى ايه

رماد فاضت به الروح عشقاً (جاري تعديل السرد إلي الفصحي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن