مدخل

369 24 0
                                    

"هي على وصول"
كانت إمرأة صاحبة شعر أسود قصير يصل لكتفيها تتحدث مع رجل يرتدي بذلة وإمرأة ذات شعر أسود به خصلات رمادية

كانت تبتسم بتكلف بينما تمسك هاتفها من تحت الطاولة وتقوم بالإتصال مراراً وتكراراً برقم إبنتها، بين أسنانها، كانت تسُبها بسبب تأخيرها المتكرر، وكان الضغط والحرج يتزايد عليها مع كل ثانية تمر

"مساء الخير"
القت إمرأة صاحبة شعر أسود قصير لا يلامس حتى رقبتها التحية بعد أن وصلت للمطعم لتوها وسحبت مقعداً لتجلس بجوار المرأة

"إتأخرتي"
همست والدتها

"كنت بشتغل"
ردت ببساطة غير مبالية ثم أمسكت زجاجة الماء لتكسب في الكوب ثم تشرب

كانت ترتدي بنطالاً قطنياً رمادياً وبلوزة بيضاء، مما جعلها تبدو غير متوافقة مع الملابس الرسمية التي يرتديها الآخرون، شعرت والدتها بالحرج، وكأن كل عيون الحاضرين تتجه نحوهم

"طلبتي أكل؟، أنا على لحم بطني من الصبح"
أشارت للنادل
"عايزة ستيك ويل دن، أنتم هتاكلوا إيه؟"
نظرت إليهم، كاسرةً الصمت الذي خيم على الطاولة

"لا، مش جعانة"
ردت المرأة ذات الخصلات الرمادية، مظهرة استغرابها من سلوكها، ونظراتها كانت مشبعة بالاستنكار

"بقولك إيه هاتلي فرايز انقنق فيها لحد ما تجهزوا الستيك"
قالت للنادل الذي كتب طلبها ثم انصرف، تاركًا خلفه شعوراً بالحرج يتصاعد

"معلش أصلها ما اتغدتش لسه"
بررت والدتها محاولة إنقاذ الموقف، ولكن الإحراج والتوتر كان يسيطر على حديثها بسبب تصرفات إبنتها

"أنا هروح الحمام"
استقامت الابنة فجأة، وكأنها تهرب من نظرات الحضور، وانصرفت تاركة والدتها تتحدث بحديث روتيني مع والدة الرجل، محاولة كسر حدة الموقف حتى عادت لتجلس في مقعدها

"بتحبي الستيك ويل دن؟، أنا كمان بحبها كده"
تحدث الرجل، محاولاً اكتشاف المزيد عنها، بينما كان الفضول يتملك عينيه

"هايل، دي حاجات مشتركة كتير بيننا، بتحب إيه تاني؟"

"باين عليكي ما بتحبيش المكياج وحاجات البنات دي"
كانت هذه أكبر مدحة بالنسبة للرجال، سلخ المرأة من بقية مجتمع النساء التافه والغبي بالنسبة إليهم

"فعلاً، ما بحبش أحط ميكاب"
كانت تجاريه في الحديث

"بتحبي تقرائي بقى؟"

"يعني، كده وكده، إنت بتقرأ؟"

وضع النادل طبق بطاطس أمامها، أمسكت بالسكين وبدأت تغرس البطاطس بها وتأكلها، كانت والدة الرجل مستغربة من تصرفها بينما هو تجاهله وواصل حديثه معها

جثة خارج المشرحةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن