دكتور اسمه شيرين

155 14 2
                                    

"مالك يا إبني؟ خيلتني"
قالت إمرأة ببشرة بيضاء، شعر أسود طويل ووجه مشدود وخدين وشفتين ممتلئين من إبر التجميل بإنزعاج بينما يدور رجل في دوائر حولها

"النهاردة أول يوم تعيين ليا"
جلس على الكرسي وكان يتحدث بإرتباك واضح، كان رجلاً ذو بشرة خمرية، شعر مجعد أسود وعيون بُنية

"وإيه المشكلة؟"

"خايف أكون مش جاهز"

"ليه؟، اشحال إنك وقت الدراسة كنت طالع نازل علينا بعضم بشري ولا اللي عامل شوربة كوارع"

"يا أمي الدراسة حاجة والتعيين حاجة، دلوقتي هشتغل على جثث بجد وقضايا حقيقية وبوليس"
كان يهز قدميه بسبب توتره

"يا إبني إيه فرق دا عن الكلية؟، هو إنت كنت بتشرح لعب؟"
كانت والدته تحاول طمأنته بينما تربت على كتفه

"الفكرة بس في المسؤولية، خايف أغلط في حاجة"

"إيه يعني أغلط وإتعلم، وكده كده أكيد مش هيسيبوك لوحدك في أول يوم"

"بس برضه مش عايز أحس إني عالة على الدكاترة"

"إنت دوختني، ولا، روح الحق شغلك يلا، هتتأخر من أول يوم؟"
أشارت له بيدها بعد أن شعرت أنه لا فائدة من محاولة تهدأته
"يلا إمشي"

قهقه ثم إستقام واقفاً ومال ليقبل جبينها
"ادعيلي"

عندما خرج شيرين وصعد إلى سيارته، كان قلبه يخفق بتوتر وهو يشغل محدد المواقع ليتوجه إلى المستشفى طوال الطريق، كانت الأفكار تتزاحم في رأسه مشاهد من الأفلام التي شاهدها، حيث الشخصيات في أول أيام عملهم يرتكبون أخطاءً سخيفة، لم تفارق مخيلته ومع اقترابه من المستشفى زادت دقات قلبه خوفاً من أن يمر بتجربة مشابهة

أوقف سيارته في ساحة المستشفى، ثم دخل وهو يراقب العاملين من حوله
كان الجميع منشغلاً في روتينهم، وكأن حضوره لم يُحدث أي فرق

"هو إنت رايح فين؟"
سألته ممرضة

رغم ارتباكه، شعر بارتياح بسيط لأنها لاحظته أخيراً

"أنا الدكتور جاي للتعيين"
كانت كلماته متشابكة على الرغم من أنه درب نفسه مراراً على هذه الجملة

"ورقتك"
طلبت الممرضة بلهجة عادية، دون اهتمام بارتباكه

بدأ يبحث في جيبه بتوتر حتى وجد الورقة وسلمها لها نظرت فيها وقالت
"دكتور شيرين مظهر؟"

جثة خارج المشرحةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن