حلوين؟

123 12 5
                                    

"رضا"
إستفاقت من شرودها على صوت صديقتها كايلا، كانت تحادثها من خلال الهاتف
"أيوة!"

"ما تروحي سبا كده وتدلعي نفسك بما إنك واخدة أجازة مفتوحة"
اقترحت كايلا بلهجة مفعمة بالحماس، في محاولة لإخراج إخراج رضا من حالتها

"أجازة آه"
قالت رضا ساخرة، مشيرة إلى أن تسميتها "أجازة" تكاد تكون مزحة، فالأمر بالنسبة لها كان بمثابة فصل مفاجئ من حياتها

"إعتبريها أجازة، إنتي أصلاً آخر مرة أخدتي فيها أجازة كان اما أبوكي طلق أمك"

"لا، ما أخدتش أجازة وقتها، روحت الشغل عشان ما أحضرش خناقاتهم"
كانت تتحدث وهي تأكل من طبق مكسرات

"يعني بقالك كتير أوي ما أخدتيش أجازة، إنتي محتاجاها، روحي سبا وصوريلي كده وفكي"
زادت كايلا من إلحاحها

"إنتي عارفة مليش خلق للحاجات دي"
ردت رضا بينما كانت تتلاعب بالمكسرات في طبقها

"أومال ناوية تعملي إيه في الأيام دي؟"

"معرفش بقى"
نفخت الهواء من فمها بضجر
"كله من البنت دي"

"البت دي شكلها رايقة وتعرف أماكن حلوة تخرجي فيها، كلميها"

"أقفلي يا كايلا أنا هتفرجلي على فيلم أحسن من الكلام معاكي"
أنهت المكالمة ثم فتحت حاسوبها لتشاهد فيلماً عشوائياً

كانت رضا مرتبطة بوظيفتها وبروتينها لم تطلب يوماً إجازة لأنها تحب الذهاب للقيام بعملها والآن فجأة يوقفونها ويفسدون روتينها تاركينها تشعر بفراغ شديد

نفذت المكسرات وعندها ارتدت معطفها وإنتعلت حذائها وخرجت للمركز التجاري لشراء المزيد وبينما تفعل رن هاتفها، كان شيرين

"خير يا شيرين!"
قالت بضجر وهي تأخذ كيساً من الرف وتتفقد معلومات المصنع لتتأكد أنه مصري

"ديدي عايزة تشوفك"

"هي البت دي ما بتزهقش؟، مش قالت عايزة إيه ما خلاص بقى"
لم ترد رؤيتها لأنها في كل مرة تراها تحدث مصيبة

"يا دكتور أرجوكي تعالي كلميها"
توسل شيرين وشعرت رضا بأن هناك مصيبة جديدة عليها التعامل معها

تنهدت بضجر مستسلمة
"طيب"

جرت العربة للمحاسب، أخذت الأكياس ووضعتها في سيارتها ثم قادت للمقهى القريب من المشفى، دخلت وبحثت عن شيرين ثم جلس على مقعد الطاولة الذي يجلس عليها ورأت فتاة بشعر أشقر طويل، بشرة خمرية وعيون خضراء ترتدي فستاناً أخضر يصل للركبة ومعطف فرو بُني تجلس على المقعد الثالث

جثة خارج المشرحةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن