5- « مَعِـزُوفـة القَـدرّٰ »

26 3 0
                                    

\ أحيـانًـا عِنـدمـا لا تَعلـمّ مـاذا تَقـول ، يَـڪون الـ؏نَـاق ڪافيـًا /










تشـعُر بـبــرود يُـلامـس روحـك ، يـتـسلـل إلـى عـروقـك ، يستمـر بالسريـان داخلـك ، يجعـل جـسمك عبـارة عن قطعـة ثـلـج ، بـرود ، فـراغ ، عالـم مـن الـلاشـيء حيـن تـدرك أن موتـكَ قـادم .

جلسـت بعيـون خاويـة ، مُظلمـه ، باهتـه .

تنتـظر الممرضـة لتعطـﯾها حُقنـة الڪيماوي ، لقد تألمت كثيـرًا طيلـةَ هذه الأيـام الماضيـة بعد السبـاق ، وتساقط شعـرها خُصـلة تلـو الأخـري ، ووﺟهـا شاحـب مُصـفر ، لم تعد بريـق المتوهجـة للحيـاة .

- كيف حالكِ عزيـزتي؟ ..

تسلـل إلي مسامعها صوت المـمرضة المرح بوجـه بشوش ومبتسـم تفـك ذلـك المـحلـول عـن ظـهر يـدها ، رفـعت نظراتها نحوها ، خـرج صوت بريـق بالكاد يُسـمع :

- بخيـر .

- هيـا تعالـى معـى .

لامـس برود الأرض قدميـها الحـافيـتان حيـن نـهضـت من السـريـر لتجـلس علـى ڪرسـي مُتـحرك ، دفعتـه المُـﻤرضة خارجـة من الغـرفـه ، إنـدفـع جسـد أحـدهـم ينـهض مـن مضجـعه لتتـوقف الممـرضـه عن دفعه ، لم تـڪلف بـريق عنـاء النـظر إلـيـه ، فـ هى تعـرفـه حق المـعـرفـه ...

- ستـڪونيـن بخيـر ، صحيـح ستتـألمـى لڪن هذا لمصـلحتـكِ صغيـرتـي ، لتتـعافـى!

صوت والدهـا لـم تڪن تُـطيـقه وهـى بـهذه الحالـه ، شـعرت أن معاملـته إستـثنـائيـه ، وكذلك الجميـع ، لتهتـف غاضبـة :

- لـسـت صغيـرةً أبـى! ، لا أحتـاج لڪلمـاتك دعـنى فحـسب! ...

لم يـعقـب علـى ڪلماتـها القـاسيـه ، ظـلّ صامتـًا ينـظـر مبـاشـرةً لعيـنها التـى تشبـه خاصتـه ، تراجـعت خطواتـه تلقـائيـًا حيـن ذهـبت الممـرضـة رفقـتها ، ليـعاود نـيـال الـجلـوس دافـنـًا يـديـه علـى وجـهه المتـعب والمـرهق مـن قلـة النـوم .

يـنـادىٰ الـربّ بـأن يشـفيـها ..

غِـصـة خنـقتـه فـى حلـقـه ، عـروق جبـهتـه تڪاد تـخـرج مـن بـرزهـا ، بـلع مـاء جوفـه يـسيـر فـى مـﻤر المشـفـى بـذهـن مشـتت يـحـاول عـدم إظهـار خـوفـه وقلـقه علـى إبنتـه لإجـل دعـﻤها .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Be careful حيث تعيش القصص. اكتشف الآن