1-الرجُل النحيل

6 1 2
                                    

في منتصف قاعة كبيرة و خالية
أجلس لوحدي
أحمل الكمان بيداي و أعزف بهدوء شديد
أعتدت أن أعزف
موسيقى حزينة جداً تجعل من دموعي تتساقط
أحياناً على وجتناي
لكن
تلك الموسيقى الحزينة تصبح مرعبة!
شيئاً فشيئاً و بوتيرة بطيئة

تسارعت نبضات قلبي من تلك الموسيقى المرعبة
و من شعوري بالخوف
أغمضت عيناي و رميت الألة إلتي بيداي
لعل هذا الصوت المزعج و المخيف يتوقف
لكن لم يحدث ذلك
بل بدأ يعلو أكثر و أكثر
وضعت يداي على أذناي و ركضت لأخرج من القاعة
فتحت الباب بأنامل ترتجف
و أصبحت خارج القاعة، توقف الصوت تماماً
و لم أعد أسمع شيء!
شعرت بيد تلامس كتفي
هنا وسعت عيناي بشدة و أصبحت أرتجف كلياً
و أتمنى أن ينتهي هذا الوهم الأن
و بالفعل توقفت عن الأرتجاف لسماع صوت
صديقتي ايليت
تخبرني بقلق
مابكِ كيليا لم انتِ متوترة هل انتِ بخير عزيزتي؟
ألتفتت لها
و عانقتها لأخبرها
نعم انا بخير فقط شعرت بالخوف قليلاً
لا تقلقي ايليت

حسناً كيليا أتمنى أن تكوني بخير حقاً..

ايليت صديقتي المفضلة انا أحبها و أميزها عن الجميع
لأنها بالفعل تستحق ذلك
لأنها لم تنصدم من عيناي الفضية، عندما رأتني لأول مرة
ولا من شعري الذي يتوسطه خصلات بيضاء اللون
و لم تلقبني
بالغريبة الأطوار كما فعل الجميع
هي الوحيدة إلتي عاملتني كفتاة طبيعية و عادية

أصبحت أنحرج عندما أقابل أناس جدد، فقط
سيبقون يحدقون بملامحي
بأعين متوسعة و و كأنهم لا يصدقون ما يرون
ثم يسألوني من أين لكِ تلك العينان
منهم من قال لي إنكِ فتاة مزيفة
و انتِ لست حقيقية
لا أعرف ما طبيعية هذه البشر لكنني واثقة من إن
جميعهم مختلون عقلياً و بلا شك
يرمون كلامهم الجارح من دون تفكير و من دون أن يعرفون أثر كلماتهم في قلب غيرهم أبداً
أو لأنهم يعرفون اثر تلك الكلمات جيداً يرمونها بحجة الصراحة..
أحاول أن لا أهتم بقدر الأمكان لكنني أنجرح حقاً من
هذه المعاملة،
لذا لم أعد أرافق أحد و أكتفيت بصديقتي ايليت و
أخاها داني
أجد راحتي معهما فقط، منذ سنة و نحن أصدقاء في العمل و في معهد تعليم الكمان أيضاً

تحدثت ايليت
دعينا نذهب كيليا لم يتبقى أحد سوانا هنا انا أشعر بالجوع كثيراً لم أكل شيء منذ الصباح

حسناً سنغادر لكن أين داني

ايليت بضجر: لا أعلم يمكن أن يكون مع أصدقائه انا لم أجده هنا

إذاً فلنذهب إلى مطعم ثم إلى المنزل

سرنا معاً نحو الخارج
ثم دخلنا المطعم و طلبنا الأكل
نظرت للشوارع عبر الزجاج الذي أصبح مبتلاً من الأمطار،
ثم قلت لأيليت إلتي ما زالت تأكل
أنظري إنها تمطر، انتِ تحبين المطر أليس كذلك
أجابتني بعدم مبالاة
إنني أعشق السير تحت المطر
حقاً..

سَراب الجُنُونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن