سَراب الجُنُون

3-هيكل عظمي

ذهبت مع ايليت لبيتهم
لم يكن يوجد أحد بالمنزل
سألتها
ايليت اين والديك لا أرى أحد

اجابت بفرح
ربما ذهبو ليزورو أحد أقاربنا لا يهمني تعالي معي
سنأتي ببعض الأطعمة و المشروبات

ايليت انا لست جائعة انا حقاً متعبة لكن لا بأس بذلك
جلبت ايليت كعك و شغلت موسيقى صاخبة جداً
ثم بدأت تراقصني بجنون
رقصت معها و نحن نضحك كثيراً
شعرت بالسعادة رغم أرهاقي الشديد

تكلمت ايليت و هي تصرخ لكي أسمع صوتها
كيليا لم أشعر بهذا الفرح من قبل مع أي أحد انا حقاً ممتنة لكِ انتِ أفضل صديقة

أبتسمت على كلامها اللطيف
انا هنا لأجلك دائماً عزيزتي سنفرح و نحزن معاً

بعدما أنتهينا من الأحتفال
أتصلت ايليت بأخاها داني حتى يصلني للمنزل لست قادرة أن أخطو خطوة واحدة حتى
أنتظرناه قليلاً ثم أتى
ذهبت معه إلى إن وصلنا للمنزل
شكراً لكَ داني

تبسم داني
لا داعي للشكر كيليا هذا واجبي..

دخلت المنزل بخطوات بطيئة ثم نظرت للدرج
انا لا أستطيع الصعود
أستلقيت على الأريكة حتى شعرت بالراحة قليلاً
لكن سرعان ما أنتفضت من مكاني مفزوعة
أنظر للدرج بخوف و عدم تصديق!!

إنه ذات الرجُل النحيل يمسك بيد إمرآة تبدو مثل هيكل عظمي تغطي عظامها برداء واسع بلون أبيض مليء بالدماء
و على رأسها خصلات شعر قليلة بعضها متناثرة
على ردائها
ليس لديها وجه إنها عظام لكنني أرى أبتسامة ساخرة على عظم فمها
و الآخر أيضاً على ثغره أبتسامة ساخرة
يحدق بي بتلك الأعين السوداء بالكامل و دموع
من الدماء

فاضت عيناي حزناً و خوفاً
انا متى سأنتهي من هذه الأوهام إلى متى
سأتعذب هكذا
أصبحت رؤيتي مشوشة من دموعي مسحتها بيداي
لأجد الأثنان يزحفون على الدرج بأجساد مقلوبة بشكل لا يصدق

و انا أرتعش من خوفي، بلعت ريقي بصعوبة
تحدثت
أذهبو من هنا أرجوكم انا سأموت
لأسمع ضحكات تلك الهيكل
ثم قالت و هي تصرخ
انتِ لن تموتي الأن يجب أن تموتي ألف مرة باليوم حتى تموتي بشكل حقيقي

لماذا ما ذنبي ماذا فعلت لكم
لم تجبني فقط بدأت تضحك بصوت أعلى و هي تزحف على الدرج متمسكة بيد المسخ الذي معها
ماذا أفعل إنهم سيصلون لي لا أريد أن أرى
قباحتهم عن قرب

ركضت لأخرج من البيت
لكن سرعان ما أصبحو مقابيلي تماماً لا يفصلني عنهم سوى مسافة قصيرة

نبضات قلبي تسارعت كثيراً يمكنني سماعها بوضوح
بدأت ألهث بشدة
أريد أن أصرخ لكن لا أستطيع و كأنه أصابني
مرض البكم..