2-إبتسامة صادقة

3 0 0
                                    


تأتيني صوت تلك الأنفاس و الهمسات
و لا أعلم ما مصدرها
لكنها تزعجني كثيرا و تزرع الرعب داخل قلبي
تجعل من دقات قلبي تتسارع
أشعر بالأختناق و لا يمكنني فعل شيء سوى الصراخ
لكن أحياناً
لا أستطيع أن أصيح حتى هناك من يمسك برقبتي و يجعلني أختنق
من هو؟
لا أعلم ربما من شدة خوفي أختنق و أفقد كلماتي
الخوف هو أسوء شعور يمكن أن تواجهه
شعور يجعلك تفقد أنفاسك و لا يوجد مكان
للهرب منه
عندما تسمع صوت شيء يسقط من دون أن يلمسه
أحد ستشعر بالخوف أليس كذلك؟
لكن ماذا لو رأيت من الذي سقط ذلك الشيء
حينها ستفقد عقلك من الخوف
لا تسطتيع أن تقول لأحدهم إنك خائف
منهم من سيسخر منك و الآخر سيلقبك بالمجنون
حتى أقرب شخص لك لن يفهم أبداً ما تشعر به
إلا إذا كان يعيش ما تعيشه انت..
لكنني لم أجد أحد يعيش ما أعيشه جميعهم يعيشون حياة عادية خالية من مخلوقات متوحشة
منذ طفولتي و انا أهلوس هكذا لكنني لم أكن أفهم شيء، أتذكر جيداً عندما كان ابي يمزح معي
لكن فجأة تتحول تعابير وجهه و تصبح مخيفة ، كنت أبكي من خوفي و أشكي لأمي
أمي تكتفي بقول
أبنتي والدك يمازح لا داعي للخوف
كيف لا داعي للخوف أن تشاهد والدك الذي هو مصدر أمان لك يصبح مصدر للخوف و الهرب منه
لأنك ترى ملامحه مرعبة، و لا أحد غيرك يستطيع رؤية ما تراه..

أن تسمع والدتك تناديك  تبكي بحرقة و تطلب المساعدة ثم عندما تركض لترى ما أصابها تجدها نائمة! ستفرح لأنها بخير
لكن ستسأل نفسك ماذا كان مصدر تلك الأصوات
و الشهقات
لن تجد جواب، فقط ستقول انا أتوهم لا أكثر مثل ما علموك الذين من حولك و قالو لك إنك تتوهم

عندما أصبحت في العاشرة من عمري
أختفى ابي و لم يعد له أي اثر، بحثو عنه في كل الأماكن و لم يجدوه
حينها كنت أشعر بالأمان و الحزن على أختفائه أيضاً
مرت سنوات على أختفائه و الجميع نساه،
لكنه لم يكن يغادر كوابيسي، حيث أحمل سكينة بيداي و أغرسها في ظهره و على وجهه تلك الملامح الغريبة على شفتيه أبتسامة ساخرة لكن سرعان ما تتحول تلك الأبتسامة إلى بكاء و صرخات تجعلني
أستيقظ من النوم بفزع و كأنني للتو خرجت من بحر كاد أن يغرقني في أعماقه
ذلك الكابوس تكرر لمدة ثلاث سنين و لم يعد يتكرر أبداً، لم أخبر امي و لا أي أحد بشأنه
لكي لا تغضب مني امي و تخبرني انتِ السبب في أختفاء والدك
فهي حزنت كثيراً على فقدانه...

إنها الرابعة فجراً
و انا لم أنام بعد إن كنت متعبة و مرهقة جداً، خوفي من تلك الهمسات جعلني أستيقظ و أفقد
شعوري بالخمول
كيف سأنام الأن، بقيت أفكر إلى إن أتى الصباح
نهضت من مكاني ثم حضرت نفسي

ملامحي شاحبة جداً و عيوني ناعسة لكنني لا أشعر بالأرهاق
أسمع صوت هطول الأمطار
لكن لا أشعر بالبرد كثيراً  
حملت حقيبة رسوماتي و غادرت المنزل
قابلت ايليت كالعادة و ها نحن في طريقنا نحو
مركز تصميم ازياء و تدريب عارضات الأزياء
وضعت سماعتي في اذناي أستمع لأغاني إلى أن نصل و ايليت نائمة على كتفي
أشعر بالثقل و المسؤلية عندما تنام هكذا، فقط لا يمكنني التحرك حتى
ليتها تتخلى عن هذه العادة لكن لا بأس
وصلنا هيا أستيقظي ايليت

سَراب الجُنُونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن