- بدون سارلين! -

20 0 1
                                    

شدد "المهووس" قبضته على يدي، وكأنه خائف من فقدانها الى الابد، بينما بالذات كان ذو السترة السوداء لايفعل سوى النظر بيننا، كادت نظارته تخترقني، في تلك اللحظة لم اكن افهم مالذي حدث، اين سارلين؟ ماذا يفعل مكانها؟؟؟!

كانت يده -اليمنى- متفحمة، وبعيدة كل البعد عن يد الانسان... يد ذئب -على الارجح مستذئب- حالكة السواد، كانت متشققة وتكاد تتلاشى بأبسط نفس ينفث عليها لتحول غباراً؛ سألت، ليس خوفا عليه بل لاني لم استطع الا ان افعل ذلك"مابها يدك؟ "، واصلت عيناه الانتقال بيني وبين" المهووس" حتى اجاب بصوت غليظ غاضب لكنه هادئ هدوءا مخيفا "انها انت..."

استغرق الامر مني وقتا حتى اُدرِك، ربط عقلي الامور ببعضها رغم ان الامر لم يبدو منطقيا بأي طريقة لكنه بدى مترابطا بشكل غريب!... لم البث طويلا حتى انتبهت اني اشبك يدي-اليمنى-مع يد "المهووس" ففككتها بسرعة عنه، لقد حاول التقاط يدي مجددا ونظرة حازمة ومصرّة تلمع في عينيه المشتعلتين لكن، مامنعه هو صرخة الذي على يساري "مكانك!..."

لم يلبث طويلا حتى واصل "توقف حيث انت ان كنت تريد ان تبقى اجنحتك متصلة بجسدك!!"؛ نظرت بينهما بتوتر لم استطع اخفاءه وشيئ اخر لم استطع تحديده -انه نوع من المشاعر التي تحس بها حين ترى كابوسا او حلما غريبا،ليس لدي اي فكرة كيف اصف هذا النوع الغريب من المشاعر- ، لوهلة نسيت وجود الاشخاص في القاعة، شعرت اننا الوحيدون هناك، لم يحاول احد التدخل فيما يحدث، وكأنهم لا يروننا اصلا...
لكن ما حيرني حقا هو قصد" ذو السترة السوداء" بالاجنحة... لم يكن "المهووس" مجنحاً، على حسب مارأته عيناي...

تذمر "المهووس" ورمى نفسه على مقعده وخيبة الهزيمة ترافقه "يامفسد المتعات اللّعنة عليك!" بزق هذه الكلمات والغضب يحترقه، لم يجبه "صاحب السترة" بل اكتفى برمقه بنظراته الحادة وكأنه ذئب يحدد منطقته، من جهة اخرى بدى "المهووس" اضعف من ان يستطيع مواجهته،لكنه لم يكن ضعيفا او حتى-غبيا-.

كانت يد "ذو السترة" مستندة على مقبض الكرسي بلا حراك و كانها شُلّت او ماتت، نظرت اليها مطولا قبل ان اجد صوتي؛ "اين سارلين؟"، اجاب وماكاد يجيب بينما كان يعبث بشوكته -شوكة سارلين- الى جانب الصحن الفارغ وعيناه حالكتا السواد تراقب اصغر حركات وايماءات "المهووس" بدقة عالية، "لا أعلم"

-"لا تعلم؟!؟!، كيف لاتعلم!؟ لقد كانت هنا، تجلس في هذا المكان!!! "
لم انتبه لردة فعلي الحادّة، ربما لأنني لأوّل مرة اكون في هكذا مكان... بدون "سارلين"...

قال بصوت هادئ متجاهلا فورة صراخي الحاد، كان نبرته مسيطرة"اجلسي..." قبل ان يتسنى لي ان افور مجددا في وجهه قاطع "المهووس" دون قصد منه مع نور مألوف في عينيه "لاتستمعي اليه، افعلي ماتشائين عزيزتي... ~لاتدعي أمثاله يقيدونك~انت حرة" ثم اضاف مع إبتسامة تخفي نوايا غامضة "يمكنكِ ان تأتي الى جانبي-بعيدا عنه- المكان اكثر راحة هنن.. " قبل ان يكمل قاطعه الذي على يساري "اجلسي!"كان صوته مخيفا لم يترك لي المجال الا لإطاعته جلست مكاني وراقبت الجو المتّقد بين الرّجُلين،بدا الامر انهما يتقاتلان بالنظرات فقط اما فلسبب ما بدت لي يد"ذو السترة"-المتفحمة- مثيرة للفضول، اردت لمسها!... "هل لي؟" قلت بلا تفكير، بينما امد يدي الغبية دون انتظر اجابته حتى، ظل صامتا وكان تعبيره غير قابل للقراءة، اعتبرت صمته علامة موافقته...

وكر الثعلب الشيطاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن