_سراب_

11 0 0
                                    

- الغرفة 9708 -

فتحت باب الغرفة ببطء، لأجد أمامي رجلاً ذا شعر بني غامق، يميل إلى السواد. عيناه معتمتان، كأنهما عيون شخص لا يحوي شيئًا سوى الظلام. بشرته شاحبة، كما لو أنه لم يرَ الشمس منذ مدة طويلة. لم يكن طويل القامة بشكل مبالغ فيه، لكنه كان أطول مني بما يكفي لأشعر بصغر حجمي أمامه. سترته الجلدية السوداء أضفت عليه هالة من الغموض-والجاذبية-.

توقفت عند الباب، عبست وتنهدت، وأنا أفكر أن هذا بكل تأكيد ليس مكاناً يفترض أن أكون فيه. اكثر من 9000 غرفة، وها أنا أمام هذه الغرفة تحديداً. ومع هذا الشخص بالذات.

كان مستلقياً على السرير، بلا مبالاة واضحة، لكنه تحدث فجأة بصوت خافت: "ألم تتعلمي كيف تطرقين الباب؟"

شعرت بالارتباك للحظة، لكنني سرعان ما قلت: "لو سمحت، اخرج. هذه غرفتي."

رد بصوت رتيب، وكأنما الموقف لا يهمه مطلقاً: "إنها غرفتي الآن. صاحب النزل أعطاها لي. حتى لو كانت لك، ما زال لي الحق بالبقاء هنا. فأنا هنا قبلك."

صمتت. شعرت بالغضب يتصاعد في داخلي، لكن لم يكن هناك شيء يمكنني فعله. بدا الأمر وكأنني عالقة في مشهد غير منطقي. وفي نهاية المطاف، دون أن أغلق الباب، استدرت بسرعة وغادرت.

في الخارج، سارعت في الممر، أبحث عن "الثعلب". لم أكن أريد أن أكون هنا مع هذا الرجل الغريب لحظة أخرى. سارلين أخبرتني أنني تحت حماية "الثعلب". ولكن... لم أشعر حقًا بالأمان مع هذا الكائن. كنت أعرف أني بحاجة إلى تفسير، إلى فهم ما يحدث حولي.

خلفي، جاء صوته مرة أخرى، من الغرفة التي تركتها مفتوحة: "أغلقي الباب خلفك."

توقفت. شعرت بالرغبة في تجاهله والمضي قدمًا، لكن حين استدرت، رأيت الباب يُغلق من تلقاء نفسه. كل شيء بدا خاطئًا. كان الأمر كما لو أن المكان نفسه كان يتنفس ببطء، يراقب كل حركة أقوم بها. قلبي بدأ ينبض بسرعة أكبر، وبدأت أشعر بالرهبة تتسلل إلى داخلي.

توجهت نحو الجزء الأعمق من النزل، حيث كنت أظن أنني سأجد "الثعلب". صوت خطواتي كان وحيدًا في الممرات الخالية. هذا المكان لم يكن فقط غريبًا؛ كان كأنه يحيا بذاته، يحركني كما يشاء. وفي لحظة، سمعت ضحكة معروفة تأتي من خلف أحد الأبواب.

"أنتم كلكم لي وحدي... لن يستطيع احد اخذكم، انتم هنا حتى أحتاجكم مجددًا."

كان صوته واضحًا، وابتسامته الثعلبية ترسم نفسها في ذهني. توقفت عند الباب، أتساءل ما الذي كان يقصده.

هل كنت جزءًا من مخطط أكبر؟ هل كان يعلم أنني هنا؟

قبل أن أفكر في التراجع، شعرت بأن هناك عيونًا تراقبني. التفت ببطء، لأرى "المهووس" يقف في نهاية الممر. لم يكن هناك مجال للهروب.

وكر الثعلب الشيطاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن