1️⃣8️⃣

1.2K 191 85
                                    

استيقظ تايهيونغ من غيبوبته بعد فترة طويلة، لكنه لم يكن كما كان من قبل.

صمته المريب كان يتغلغل في المكان، ولم يتحدث مع أحد. بدا وكأن الكلمات تخونه، وكأنه فقد جزءاً من روحه.

نظراته كانت فارغة، تائهة في الفراغ، وكأنما تحمل شيئاً أكبر من أن يُعبّر عنه.

الجميع لاحظوا ذلك.

كان الصمت ثقيلًا، ملأ أرجاء المنزل، وخلق توتراً بين الموجودين.

حاول جونغكوك بجهدٍ كبير أن يكسر هذا الحاجز الذي أقامه تايهيونغ بينه وبين العالم. تحدث معه، حاول مزاحه، وناقشه في مواضيع مختلفة، ولكن دون جدوى.

كان تايهيونغ ينظر إليه بصمت، وكأن الكلمات قد أُغلِقت عليه من الداخل.

حتى والده، المتسلط بطبعه، لم يستطع إخراجه من هذا الصمت.

جلس بجانبه مرات عديدة، لكن لا شيء تغيّر. تايهيونغ كان عاجزاً عن الحديث، وكأن صوته قد اختفى.

ومع ذلك، كان هناك استثناء وحيد.

عندما كان جونهيونغ، ابنه الصغير، يدخل الغرفة، كان تايهيونغ يبتسم.

تلك الابتسامة النادرة التي لم يراها أحد منذ استيقاظه، كانت تُخصّص فقط لجونهيونغ. جلس معه، لعب معه، وكأن هذا الطفل الصغير هو الوحيد الذي يستطيع اختراق هذا الجدار الذي بناه تايهيونغ حول نفسه.

الجميع لاحظوا ذلك.
بالنسبة لتايهيونغ، كان جونهيونغ هو نقطة الضوء الوحيدة في عالمه الصامت.

وقف الطبيب كيم مشدودًا في مكانه وهو ينظر إلى جونغكوك ونانا.

قال بجدية وهو يراقب تعابير وجه تايهيونغ الباردة:ط

"لا أستطيع أن أترك ابني هكذا، يجب أن أعرضه على طبيب نفسي".

بدا صوته مشوبًا بالقلق، وهو يوجه حديثه نحو جونغكوك الذي كان يجلس بالقرب، ونانا التي كانت تتنهد بين الحين والآخر بينما يتحدثون عن صمت تايهيونغ الذي طال أكثر من اللازم.

نانا، التي كانت تشعر بالغضب المكتوم، رفعت رأسها أخيرًا ونظرت إليهم بغضب طفيف.

"لماذا لا تعطوه له الحريه قليلاً؟"

تساءلت بحدة، وكأنها تعبر عن ما في داخلها من مشاعر حانقة تجاه إصرارهم على تقييد تايهيونغ.

"اتركوه، عندما يريد التحدث سوف يتحدث. أليس هذا الصمت أفضل من أن يظل في غيبوبة لا نعلم مصيرها أو يظل ابنه من دونه طوال هذه المدة؟"

Gun +18VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن