أًرْبَعِينِي Y.M

23

شردت بتفكيري امام منزله لمدة ساعة

لا استطيع التقدم اشعر بأطرافي ترتجف من البرد
ومن التوتر الذي يخالجني بمجرد التفكير
انني سأقف امامه بعد وقت طويل زاد من معاناتي

في لحظة ظننت اعجابي به وهماً نظرا لحالتي
تخليت عنه وعن حبي له
غير واثق من نفسي
لازلت ذلك الطفل الذي كان يعاقب لأتفه
الاشياء
وابحث عن الاهتمام ،كعطشان يبحث عن قطرة ماء

ليت طفولتي اُشبعت حبا واهتماما ممن وجب عليهم
ذلك ،لكن قدري لم يكن كذلك
حيث ان مقلتيّ تلمع لمجرد اهتمام بسيط
و كان ذلك غير سويّ

حيث اطلعني الطبيب على تخطي الماضي وبناء مستقبل مستقل عن ذلك
و اعطاني  عدة تعليمات قمت بتنفيذها ،منها كان جمل اكررها على نفسي

كانت تساعد على ايقاظ عقلي للواقع
الذي يخلو من كل الالوان التي نتوهمها

كنت اعاني لمدة العام الاول من العلاج
لدرجة انني لا اريد تذكر تلك الايام

جلست على احد الكراسي التي بجانب الطريق
اشعر بالبرد الشديد
فكرت ملياً
واستنتجت انني يجب ان اعود غدا للقياه
فالوقت متأخر ولا اظن انه المناسب
ازعاجه في وقت كهذا

مشيت الى اقرب محطة حافلات وجلست على الكراسي
المخصصة للمنتظرين

فتحت هاتفي لأجد رابطا مدرجا مرسلا من مارك منذ نصف ساعة

Mark:هذا موقع فندق بالقريب من منزل عائلة مين
حجزت بإسمي و مدفوع التاكاليف
سأعود في غضون يومين

ابتسمت بخفة ، تشان اوصى مارك بي منذ ثلاث سنوات
عندما تقصى عني عند عائلتي
واكتشف ان اخي الاكبر الذي بالصدفة كان صديقا له في ايام الدراسة ،لهذا اعتنى بي كل هذه المدة

لكنه اخفى عني الحادث الذي اصاب يونغي
لهذا انا مغتاض منه بحجم الجحيم المسعر

لقد زارني في محل الزهور عندما قدما الى لندن
اخبرني انه سيعطيني شيئا يجعلني اشعر بتحسن

لكنني فقط اخبرته كوني في اتم الخير
و طلبت رجوعه ظنا انه مرسلا من قبل
تشان

لكنه اوضح لي ذلك بعدما اراني شاشة هاتفه
تعرض يونغي يشرب فنجان من القهوة على الطاولة بغرفته

لأمسكه بلهفة شديدة وجلست لما يقارب ساعة ونصف
اراه يقلب الاوراق ويختم عليها
ويجري مكالمات هاتفية غير مسموعةٍ لي