~𝒑𝒂𝒓𝒕 𝒇𝒐𝒖𝒓𝒕𝒉~

5 2 0
                                    

توقفت اللحظة وكأن الزمن نفسه تجمد
فلا صوت سوى طنين عالٍ في الأذان
وغبار كثيف يغطي كل شيء

آرثر، الذي كان قد جثى على ركبتيه، لم يكن قادرًا على استيعاب ما حدث و عيناه متسعتان غير قادرتين على التركيز في شيء سوى الركام المشتعل..

حطام المنزل الذي كان مليئًا بالذكريات، تحول في لحظة إلى رماد....

نظرت والدتها إلى الأمام
جسدها ثابت كالصخر
لكن عقلها يغرق في فوضى من المشاعر.
كانت قد اعتقدت، منذ لحظات فقط، أن الخطر انتهى

وأن النار ستخمد وجميعهم سيكونون بخير. لكن الآن، كل ذلك تبدد...
عجزت عن الالتفات للنظر إلى الحطام خشية أن تكون الحقيقة أسوأ من الصدمة التي تشعر بها....

تقدم رجال الإطفاء بحذر نحو الأنقاض المشتعلة، وأصوات المعدات تُسمع في الخلفية
لكنهم كانوا يعرفون أن شيئًا ما قد انتهى.
أصدر القائد أمره الحاسم وصوته هادئ رغم الكارثة

"لاداعي للدخول كل شيئ انتهى!"

كان ذلك الأمر صعبا حقا
رجال الإطفاء، الذين كانوا مستعدين للاندفاع بكل قوتهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، تراجعوا بخطوات ثقيلة...

بعضهم رفع قبعته ومسح عرقه بتعب، بينما كان الآخرون ينظرون إلى الأرض غير قادرين على مواجهة الحقيقة الموجعة...

صمت الساحة الرياح تحمل معها الرماد المتناثر، وأصوات الهسهسة من النار التي ترفض أن تُطفأ بسهولة بدا المكان وكأنه مشهد من كابوس لا ينتهي.

تقدمت والدتها نحو آرثر بخطوات مترددة وكأنها تقاتل كل خلية في جسدها لتتحرك ..

نظرت أخيرًا إلى الدمار، وتسللت دمعة صامتة من زاوية عينيها ...

« فقدناها يا آرثر .. لقد فقدنا اهم عنصر كان سيجعلنا اغنياء مستقبلا ..»

صمت آرثر لوهلة متجمدًا لشدة صدمته أمام كلماتها التي كانت بمثابة سكاكين باردة تخترق روحه..

حاول استيعاب الموقف و جمع شتات أفكاره ونفسه وسط الفوضى التي أحاطت به..

كل ما كان يبنيه و كل تلك الخطط الطموحة للمستقبل انهارت مع الرماد المتناثر حوله ..

تنفس بعمق وأغمض عينيه للحظة وكأنه يبحث عن عن القوة وسط هذا اليأس ..
فتح عينيه وبصوت خافت، وكأنه يخاطب نفسه همس ...

"خسرنا الكثير ..سنحتاج وقتا طويلا للبدء من جديد ! "
نضرت له بهدوء شديد يكسو ملامحها عكس اضطرابها الداخلي ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝑺𝒘𝒂𝒏 𝑳𝒂𝒌𝒆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن