عائلتي ✓

P⁸

_

بعد مرور ستة أشهر

يجلس مينغي على ركبتيه ويخفض رأسه، يقف أمامه سونغهوا وهونغجونغ الذي تمتلئ عيناه بالدموع. "أنا آسف لأنني هربت، لم أعلم ماذا يجب أن أفعل، لم أرغب في أن أخيب أملكما، لكنني فعلت..." قال وهو يشد كفيه فوق قماش بنطاله الذي يحيط بفخذيه.

خيّم صمت ثقيل في المكان، بدا وكأن الهواء ذاته مُثقل بالألم والخيبة.
للحظات، لم يستطع أحد أن يتحدث، كانت كلمات مينغي تترنح في الأجواء.

تنهد سونغهوا ببطء، ثم جلس قرب مينغي وقال بهدوء: "ارفع رأسك".

بيد أن مينغي كان يعلم ما سيأتي بعد هذه الكلمات. رفع رأسه ببطء، وبدت الصدمة على وجهه لحظة حطت صفعة قوية على وجنته، تسببت في دوران رأسه. وضع يده على وجنته المحمرة، عيناه تلمعان بالخزي والألم. كان كل شيء فيه يبدو محطماً.

أمسك سونغهوا بياقة قميص مينغي وتحدث بصوت متقطع، تحكمه مشاعر الحزن والقهر: "لماذا فعلت هذا، مينغي؟ لماذا تعاطيت المخدرات؟! لقد أعطيتك كامل ثقتي وآمنت بك، لكنك حطمت هذا بفعلتك. ولو أنك اعترفت لي بدلًا من الهروب، لكان ذلك أفضل بكثير."

كانت عيناه مليئتين بالدموع، وصوته يرتجف بينما يحاول جاهداً كبح مشاعره. لم يكن سونغهوا يريد أن يظهر ضعفه، لكن خيبة الأمل كانت أقوى منه.

في الخلف، وقف هونغجونغ، يخفي وجهه بيده، يحاول ألا يترك دموعه تتساقط أمام الآخرين، لكن مشاعره كانت غالبة عليه.

يجلس مينغي على ركبتيه، خافضًا رأسه، وقد امتدت يده لتضغط بشدة على طرف بنطاله. يعض شفته السفلى بندم وحزن كبير، وتهبط دمعة ثقيلة من عينه، تتسلل ببطء على وجنته، مبللة وجهه وهو يستمع لحديث والده. كان يعلم جيدًا أنه حطم الثقة، وأن ما فعله كان خطأً جسيمًا. ورغم كل ما فعله، كان يرغب بشدة في التكفير عن ذنوبه، محاولاً نسيان الماضي، لكن كل شيء تحطم، بما في ذلك ثقة والديه وأخوته به.

فجأة، يدخل يوسانغ إلى الغرفة، وعندما يرى المشهد أمامه، يشهق ويضع كفه فوق فمه بصدمة. يتقدم ببطء ليحتضن هونغجونغ، الذي يقف متأثرًا بشكل واضح. عينا يوسانغ تتابعان والده، سونغهوا، الذي يتحدث بصوت عالٍ ويمسك بياقة مينغي، غاضبًا ومرتبكًا، بعد اختفاء الأخير لستة أشهر طويلة.

أراد سونغهوا أن يصفع مينغي مرة أخرى، وقد امتلأت عيناه بالغضب؛ كلما ازداد صمت مينغي، زادت حدة مشاعر الخيبة والغضب في قلبه. لكنه قبل أن يرفع يده، تحرك يوسانغ بسرعة ليحتضن والده، ممسكًا به بقوة، قائلاً بصوت مليء بالرجاء: "لا تفعل، أرجوك. أنا متأكد من أنه نادم على فعلته هذه. دعنا نعطه فرصة."