سبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
تباركت ربنا وتعاليت.
.
.لقد تألمت كثيرا............ عليك ان ترتاح الان
.
.
.
.
.كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحًا. المدينة غارقة في سكون ثقيل، إلا أن غرفة المكتب الخاصة بالدكتور أرون كانت تغمرها الأضواء الخافتة والهواء المكتوم. جلس أرون خلف مكتبه، يحدق في السجلات الطبية التي تراكمت أمامه، ولكن عقله كان في مكان آخر.
مر يوم طويل في المستشفى، مليء بالمرضى الذين يعانون من أوجاع نفسية عميقة. كان أرون يستمع إلى قصصهم، ينصحهم، ويعالجهم بالطرق التي اعتاد عليها طوال سنوات مهنته. ولكن مع حلول الليل، كان يتغير. هناك شيء آخر يستحوذ عليه.
عندما دقت الساعة الثالثة، وقف أرون من مكانه، متوجهًا نحو الخزانة الخلفية في مكتبه. فتح الباب بهدوء وأخرج حقيبة صغيرة، داخلها كانت الحقن والمخدرات التي سيستخدمها الليلة. غطى على وجهه قناع الطبيب النفسي المطمئن في النهار، ليصبح في الليل شيئًا مختلفًا تمامًا.
خارج المستشفى، كانت المدينة تعج بالحياة، على الرغم من الساعات المتأخرة. أرون يعرف تمامًا أين يجد ضحاياه؛ أولئك الذين تجردوا من الأمل، المنهكون من الحياة، والذين يبحثون عن مخرج. كانوا يرونه كمخلص. لكنهم لم يعلموا أنه سيأخذهم إلى نهايتهم.
التقى الليلة بشخص يبدو منهكًا، جلس وحيدًا على مقعد في أحد الحدائق العامة. اقترب منه بهدوء، كما اعتاد. تحدث بلطف، قدّم نفسه كطبيب، واستمع لشكواه وآلامه. لم يكن الأمر صعبًا؛ كان الناس دائماً مستعدين لفتح قلوبهم له.
بعد حوار طويل، قال له أرون بهدوء، "أنت تعاني كثيرًا... أستطيع مساعدتك." وبتلك الكلمات، بدأ الرجل يشعر بثقة غريبة تجاهه. لم يكن يعلم أن اللحظات القادمة ستكون الأخيرة.
استغل أرون لحظة ضعف الرجل، وخدره بالمادة المخدرة. جلس بجانبه، منتظرًا أن يأخذ المخدر مفعوله. بدأ الرجل يشعر بالثقل في جسده، ببطء يتسلل النعاس إلى أوصاله. وبينما كان وعيه يتلاشى، طلب منه أرون أن يروي له قصته، كما يفعل مع جميع ضحاياه.
بدأ الرجل يروي قصته بألم، يتحدث عن سنوات من الألم، الفقد، الخيبات المتكررة. أرون استمع بصمت، بينما الموت كان يقترب ببطء.
وعندما وصل الرجل إلى نهاية حكايته، انحنى أرون بهدوء بجواره، وهمس في أذنه: "لقد تألمت كثيرًا... عليك أن ترتاح الآن."
غادر أرون المكان ببرود، تاركًا خلفه جسدًا بلا حياة وآلامًا انتهت إلى الأبد. لكن الألم الحقيقي كان يسكن داخله، كأنه يلاحقه مع كل ضحية.
عاد أرون إلى منزله، وخلع قناعه الليلي. جلس في الظلام، يفكر في الضحية التالية، ويتساءل إلى متى سيظل يلعب هذا الدور المزدوج: الطبيب الذي يعالج في النهار، والقاتل الرحيم في الليل.
أنت تقرأ
عليك ان ترتاح الان||You should rest now
Mystery / Thrillerادعى ارون..... وانا اعمل مسكنا نهائياً للالم اراهنك ان تتألم بعدها