دُموُع الوَدَاعْ ⁸

5 1 1
                                    


‏﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾

* صلوا على الحبيب المصطفى *





وقع صوت حوافر خيول فرسان إنديكولايت ، يصدئ بين ضواحي مدينة أوزينا الساكنة ، سكون يدل على شدة وحدتها وآلامها ، ولهجران ساكنيها إياها ، لطالما كانت مدينة الجمال والثقافة ، كان السكان يتوافدون إليها من جميع المدن والممالك الاخرى ، بالرغم من أنها لم تكن العاصمة وأنها لم تكن زاهيه وجميله بقدر جمال العاصمة حيث يقبع القصر الملكي ،

لكنها كانت مدينة رائعة وجميلة ، حيث كانت ضواحيها مزينة بانواع كثيرة من الزينة الساحرة للانظار ، تجعل أعين المرء لا تتوقف عن تأمل زينة ضواحيها ومنازلها ، لذلك أطلق عليها اسم أوزينا ، لشدة مبالغة سكانها بتزيين مناطقها وحتى اسواقها .

لكن الآن....

باتت مدينة اشبه بالمهجورة ، حيث السكون يعمها ولا وجود لحياة بداخلها ، بسبب ما فعله هيريفورد ملك جارنيت بسكانها وتعذيبه وقتله اياهم ، حتى جعلهم فرو هاربين من مساكنهم لآجئين إلى العاصمة يحتمون تحت رايات فرسانها الملكيين ، فكانت العاصمة أكثر المدن بانتشار الفرسان و المقاتلين بها لحماية القصر والعائلة الملكية من أي هجوم يتعرضون له في بغتتٍ .

حدقت كاميليا بالمدينة والمنازل المهدمة ، عربات البائعين المكسرة وباقية في مواضعها بعد هروب مالكيها بسرعة للنجاة بحياتهم ، حيث باغتهم فرسان جارنيت دون علم احد ، فباتوا يقتلون ، يعذبون ، يعتدون ، ويشربون دماء ساكنيها .

شعرت بنار تغلي داخلها لكنها تابى الخروج ، عندما مر بذهنها تخيلات للمسات فرسان جارنيت القذرين وهم يمررون ايديهم على نساء شعبها ويعتدون عليهن ، فتخيلت كيف كانن يصرخن طالبات النجدة ولم يركض أحد لنجدتهن ، كونهم مشغولون بالفرار والنجاة بحياتهم ، لا يأبئون بنجدة احد غيرهم .

تأمل ريس قسمات وجه كاميليا ، بالرغم من هدوء قسماتها واعتلاء البرود عيناها ، لكنه يعلم ما الشعور الذي تشعر به الان ، يعلم أنها تتالم وتحترق ولربما الغضب يتعامى داخل قلبها فبات يغلي كغليان البركان الثائر ، لكنها تحاول قدر الإمكان أن تظهر بملامح باردة وغير مبالية بشيء .

حينها قالت بنبرة آمرة: " لنترجل في غابة أوزينا كي نأخذ قسط من الراحة ولنكمل رحلتنا عند بزوغ الفجر "

.

. .

البرد قارس ، النيران تلتهم الحطب بشراهة ، كانت تنفث الهواء الذي أشبه بدخان بفعل البرد ، ريس يجلس بقربها على بعد خطوة واحدة ، تستعين بحرارة النيران والرداء الأزرق لتدفئة جسدها ، أما الفرسان فكانوا متوزعين البعض نائم والبعض يدفئ نفسه على لهب نيران آخرى ،

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إندِيكُولَايت: سَلِيلَة ثايِمُوسْ .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن