العودة

21 5 7
                                    

خرخرة قريبة مني جذبت انتباهي فجأة بينما كنت على وشك أن أغفو من شدة التعب والإرهاق، بصعوبة فتحت عيناي، والخوف يتسلل في أعماقي مما قد أراه في هذا الظلام الحالك. لم أكن الوحيدة التي سمعت ذلك الصوت الغامض. بلمحة سريعة أدركت أن باقي البنات أيضًا استيقظن، عيونهن المرهقة تتلاقى بخوفٍ صامت وبدلًا من البحث عن مصدر الصوت، التصقنا ببعضنا كأن قربنا سيحمينا، وتراجعنا تلقائيًا إلى أبعد زاوية من الغرفة، ولكن من يدري... ربما الخطر يقترب منا من حيث لا نراه.

ثم فجأة، صوت أزيز الباب المعدني أجفلنا جميعًا، قلوبنا تهدر بعنف داخل صدورنا. كان شعورًا موحدًا بالذعر، وكأن هناك إدراك غير شفهي أن القادم أسوأ بكثير مما نتوقع.

نور قوي اخترق العتمة وأصابنا بالعمى للحظات؛ أغلقت عيناي بسرعة، بعد أن اعتادتا على الظلمة لفترة طويلة جدًا لم أعد أقدر على تحديد مدتها.
بعد دقائق، فتحت عيني ببطء لأرى من دخل الغرفة، رجل ضخم البنية كان يقف هناك، يحمل مصباحًا زيتيًا يرفعه عاليًا لينير المكان وخلفه وقف رجلان لا يقلان ضخامة وقسوة عنه. كانت ملامحهم شرسة، لا تحمل أي أمل.

لم أسمع بوضوح ما قالوه، لكني رأيت الأول يُشير نحوي، لم أتمكن حتى من التفكير في ما سيحدث قبل أن أشعر بأيدٍ قاسية تمسك بذراعي. كان اللمس مفاجئًا وباردًا، أقرب إلى شيء يفتقر إلى الحياة. حاولت أن أقاوم، لكنهم كانوا أقوى.

شعرت بأن ساقي بالكاد تحملانني من شدة الخوف، وكأن جسدي ينفصل عني، وقلبي يخفق بعنف لدرجة أني شعرت بأن صدري سينفجر، بينما الأصوات من حولي أصبحت مشوشة، كل شيء يبدو بعيدًا بينما يزداد الخوف داخلي، الفتيات خلفي، أصوات همساتهن المذعورة تتلاشى ببطء، وبدأت أشعر بالعزلة... الوحدة الكاملة.
كنت أتحرك لا إراديًا، كما لو أن جسدي استسلم، ولم أعد أشعر بالسيطرة؛ كنت أُسحب إلى مكانٍ لا أعرفه، لكن شيئًا واحدًا كان واضحًا بداخلي:
"العودة بعد الموت مستحيلة."

قرائي الأعزاء، مساءكم عسل🍯
الفصل الخامس سيتأخر قليلًا اليوم لذلك خذوا هذا الاقتباس كتصبيرة حماسية 😎

خمنوا من تكون🤔؟
قراءة ممتعة
#القيود_المحطمة
#اقتباس
#سلوى_طارق
#من_تكون
#رواية

القيود المحطمة |Broken chains|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن