لماذا أنا أَجْرِي؟ نَفْسِي سَيَنْقَطِعُ.... نَبْضاتُ قَلْبِيَ تَزْدادُ مُنْذُ مَتَى، وَأَنَا أَجْرِي عَلَى هَذِهِ الطَرِيقِ الطَوِيلَة؟ التَفَتْتُ لِلْخَلْفِ لِأَرَى مَنْ يُلَاحِقُنِي! .....
عُنَاكِبٌ!!!!!!
فَتَحْتُ عَيْنَيَ بَعْدَ صِرَاعٍ طَوِيلٍ مَعَ الْكَوَابِيسِ، لِأُحِسَ بِجُمْجُمَتِيَ سَتَنْفَجِرُ مِنَ الصَدَاعِ الْحَادِ.... أَحَسَسْتُ بِأَنَامِلَ تَدْعَبُ خُصَلَ شَعْرِيَ بِلُطْفٍ لَا أَحَدَ يُدْعَبُنِيَ بِهَذَا اللُطْفِ غَيْرُ أُمِيَ... وَاجَهَتْنِيَ بِابْتِسَامَةٍ تُرْتَسِمُ عَلَى شَفَتَيْهَا، تَخَاطِبُنِيَ بِصَوْتِهَا الْحَانِيِ الَّذِي طَالَمَا أُحِبُّهُ وَأُحِبُّ نَبْرَتَهُ..... أُحِبُّ كُلَ مَا فِي أُمِيَ حَقًا لَهِيَ كَمَلَاكٍ طَاهِرٍ وَقَعَ بِمَصيَدِهِ شَيْطَانٌ.
"يَبْدُو أَنَكِ كُنْتِ تُوَاجِهِينَ حُلْمًا سَيِّئًا"، قَالَتْ أُمِيَ.
"نَعَمْ، قَدْ كَانُوا جَيْشًا مِنَ الْعُنَاقِبِ الضَخْمَة.... كَمْ أَنَا سَعِيدَةٌ أَنَنِيَ اسْتَطَعْتُ فَتْحَ عَيْنَيَ..." ضَحِكَتْ أُمِيَ عَلَى انْدِفَاعِيَ بِالْكَلَامِ، كَأَنَنِيَ طِفْلَةٌ صَغِيرَةٌ حَقًا. أَنَا طِفْلَةٌ بِحَضُورِ أُمِيَ أَمَامِيَ.
"أُوهْ، هَكَذَا إذَن... وَمَاذَا فَعَلَتِ الْعُنَاكِبُ بَعْدَ هَذَا؟!"
"اسْتَيْقَظْتُ... قَبْلَ أَنْ يَفْعَلُوا أَيَّ شَيْءٍ"، قُلْتُ. ضَحِكْنَا أَنَا وَهِيَ.
لِتَنْبُسَ أُمِيَ قَائِلَةً: "أُخْتُكِ آشْلِيَ كَانَتْ هُنَا، لَكِنَنِيَ أَخْبَرْتُهَا أَنَكِ نَائِمَةٌ... كَانَتْ تُودُّ رُؤْيَتَكِ".
رَدَدْتُ عَلَيْهَا بَيْنَمَا أَمُدُّ جِسْمِيَ: "بِالْغَدِ سَأُكَلِمُهَا".
مَسَحَتْ أُمِيَ عَلَى ظَهْرِيَ وَقَالَتْ: "تَرَكَتْ لَكِ كِيسًا فَوْقَ مَكْتَبِكِ".
"كِيسٌ؟! مَابِه..... حَسَنًا كَمَ السَاعَةُ الْآنَ"، سَأَلْتُ.
"لَا أَعْلَمُ مَا بِالْكِيسِ... نَحْنُ بِمُنْتَصَفِ اللَيْلِ"، أَجَابَتْ. مُنْتَصَفُ اللَيْلِ مِمَا يَعْنِي أَنَ أُمِيَ كَانَتْ بِجَانِبِيَ وَلَمْ تَذْهَبْ لِلنَوْمِ.

أنت تقرأ
𝙍𝙖𝙧𝙚 𝙘𝙖𝙢𝙚𝙡𝙡𝙞𝙖 || كاميليا نادرة
Misterio / Suspensoتتابع الطرق المنتظم على سطح الطاولة، إيقاعه البطيء يعبث بأعصابي، يضاعف التوتر الذي يتصاعد داخلي. كان يراقبني بصمت، كأن صبري لعبة يتسلى بتمزيقها على مهل. شعرت بقلبي يضرب صدري بعنف، وجفلت من اهتزاز صوتي حين تسلل أخيرًا من بين شفتي "ما هو المقابل؟" رفع...