|رِسَالَةٌ|•|3

135 34 46
                                    

هُنَاكَ جَلْبَةٌ فِي الْأَسْفَلِ، يَبْدُو أَنَ لَاسِينَا أَتَتْ.

يَجِبُ أَنْ أَتَحَدَّثَ مَعَهَا بِشَأْنِ خَالِهَا. مَاذَا أَخْبَرَتهُ عَنِّي؟

دَخَلَتْ لَاسِينَا لِغُرْفَتِي... طَبْعًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَطْرُقَ الْبَابَ حَتَّى، وَالِابْتِسَامَةُ تَعْلُو ثَغْرَهَا.

وَجَّهَتْ نَظَرَهَا لِحَيْثُ يَدَايَ، وَأَنَا مُمَسِكٌ الْكِتَابَ نَابِسَةً. "مَنْ هُوَ حَبِيبُكِ الْيَوْمَ؟"

دَحْرَجْتُ عَيْنَيَّ بِمَلَلٍ مِنْ سُخْرِيَتِهَا. وَقَفَتْ أَمَامِي قَائِلَةً: "هَيَّا إِلِي لِنُنَزِلَ خَالِي بِالْأَسْفَلِ يَنْتَظِرُنَا".

أَقْفَلْتُ الْكِتَابَ وَنَظَرْتُ لَهَا. "لَاسِي، أُودُ الْحَدِيثَ مَعَكِ قَبْلَ نُزُولِنَا..."

جَلَسَتْ هِيَ بِجَوَارِي تَنْظُرُ لِي لِكَيْ أُكَمِّلَ كَلَامِي. "أُودُ سُؤَالَكِ بِشَأْنِ خَالِكِ... مَاذَا أَخْبَرَهُ عَنِّي وَعَنْ عَائِلَتِي؟؟... بِالطَّبْعِ هُوَ أَخْبَرَكِ أَنَّهُ رَأَانِي بِالشَّاطِئِ وَكَانَ بَيْنَنَا حِوَارٌ، وَمِنْ كَلَامِهِ بَدَأَ أَنَّهُ يَعْرِفُ الْكَثِيرَ".

أَشَاحتْ بِنَظَرِهَا عَنِّي، تَقْضَمُ شَفَتَيْهَا الْكُرْزِيَتَيْنِ، ثُمَّ أَجَابَتْنِي: "كُنْتُ أَحَدِّثُهُ عَنْكِ أَنْتِ وَمَارْتِنَ حِينَ كُنْتِ بِالثَانَوِيِّ.... كَانَ خَالِي بِتِلْكَ الْفَتْرَةِ مُقَرَّبًا مِنِّي، وَكُنْتُ أُحَكِّي لَهُ كُلَ شَيْءٍ حِينَ نَزُورُهُ بِالْمَكْسِيكِ... أَعْرِفُ أَنَّهُ لَيْسَ مُبَرِّرًا، لَكِنِّي كُنْتُ حَزِينَةً لِمَا كَانَ يَحْصُلُ مَعَكِ... وَمَارْتِنَ أَيْضًا حِينَ وَفَاةِ وَالِدِهِ".

حِينَ ذَكَرَتْ الْحَادِثَةَ الْأَخِيرَةَ عَنْ مَارْتِنَ، شُعَرْتُ بِطَنِينٍ بِأُذُنَيَّ، وَأَصْوَاتُ سِيَارَاتِ الْإِسْعَافِ وَالشُرْطَةِ اخْتَرَقَتْ طَبْلَةَ أُذُنَيَّ. كَانَ الْمَشْهَدُ يَتَجَسَّدُ أَمَامِي.

أَخْرَجَتْنِي لَاسِينَا مِنْ شَرُودِيَ حِينَ احْتَضَنَتْنِي: "سَامِحِينِي، أَعْلَمُ أَنَ لِسَانِي يَحْتَاجُ لَهُ قِصًّا... لَكِنْ لَمْ أَقْصِدْ لَكِ السُّوءَ... وَمِنْ ثُمَّ خَالِي لَيْسَ بِالشَّخْصِ السَيِّئِ".

𝙍𝙖𝙧𝙚 𝙘𝙖𝙢𝙚𝙡𝙡𝙞𝙖 || كاميليا نادرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن