الحلقة السادسة عشر
صدمة تملكت منها وهي بتنقل نظراتها بين السلسلة المتدلية من بين إيديه وبين نظراته اللي بتفصح عن حبه لأول مرة، ولكن حست إن عقلها اتشتت ما بين احساسها بالغضب منه بسبب إنه كان بإيده خلاصها طول الوقت ده وما بين مشاعره اللي اعترف بيه من غير تردد ولكن في النهاية قالت بذهول_أنتَ...
أنتَ كان معاك السلسلة طول الوقت ده؟
كان متابعها بنظراته لما انتفضت فجأة وهي بتلف حوالين نفسها في الجناح بإعياء واضح وبتكمل_كنت عارف إن بدور عليها طول الوقت ده وكنت بتمثل إنك بتدور معايا؟!
وقفت ودموعها بتنزل بقهر وكملت_كنت هتحاكم واتعدم بسببك، واتسممت بسبب انانيتك، كان زماني مشيت من هنا قبل ما يحصل ده كله!!
وقف واتحرك ناحيتها واتكلم_مكنتش عايزك تمشي يا ضي القمر، مكنتش عايزك تروحي من غير رجعة زي ما بتقولي، كنت عايزك جمبي، عايز أشوفك قدامي دايمًا
رفع إيديه واحتوى كتفها في حين باصص لعينيها مباشرة_أيوه كنت بنكر مشاعري، لإني كنت شايف إني ليكي دور زيك زي عقيق في اللي أمي وصلتله، بس دلوقتي الوضع اتغير يا ضي القمر
أنا مش عايزك تمشي..
لأول مرة امشي ورا نبوءة، أنا وأنتِ مقدرين لبعض من زمان وأنا اللي كنت بنكر، بس كان لازم اعرف ده لما اكتشفت إنك أنتِ اللي في أحلامي!
اتوسعت عينيها بدهشة وتمتمت_أحلامك!
هز راسه مع ابتسامة رقيقة_بقالك سنتين مبتفارقيش أحلامي، كان اسمك المميز بس هو اللي مبيفارقش لساني
حتى اليوم اللي جيتي فيه المملكة، كنت بقولك فيه....
قاطعته وهي بتقول بذهول في حين بيتردد في ذهنها أحلامها اللي مكانتش بتفارقها هي كمان_أخيرًا جيتي
أنا مستنيكي من زمان...
اتجمد تمامًا وهو مش مستوعب عرفت منين سر جملته، لحد ما ربط الأحداث، فاتسعت عينيه بذهول، فهزت هي راسها مع ابتسامة رقيقة بتأكد اللي في دماغه، اتكلم هو بلهفة أول مرة تشوفها_قولتلك إننا مقدرين لبعض
متمشيش يا ضي القمر
أنا عايزك جمبي، مكانك هنا!
كانت متخبطة بشكل كبير، مش هتقدر تكمل حياتها هنا بالشكل ده، هي هنا في خطر محقق، وللأسف مش هتقدر تثبتله سوء نوايا والدته لإنها مش قد الألاعيب اللي بتدور هنا، مش هتقدر تسيب عالمها وتفضل هنا، لو كملت معاه هتفضل مربوطة بيه!
مالت براسها وعيونها اتملت بدموع قلة الحيلة، رفعت كفها وبسطته بحنان على وشه، في حين بتقول_بـدر انا بحبك
ومش هنكر
مشاعرك اتملكت مني!
اشرقت ملامحه بسعادة، فاجئته لما ارتمت فجأة بين أحضانه مشددة ضمها لإيديها حوالين خصره، حس هو بجسده اتجمد من المفاجأة، ولكن لوهلة غمرته مشاعر لذيذة أول مرة يجربها على إيديها، فلف إيده حواليها يجذبها ليه وكإنه عاوز يخبيها جواه وهو دافن وشه بين تجويف رقبتها بيستنشق عبيرها، ولكنه اتجمد وانطفت سعادته لما قالت بشهقة متألمة_بس مش هينفع
مش هينفع صدقني
حاول يبعدها عنه عشان يفهم كلامها، ولكنها كانت زي الغريق اللي اتعلق بقشاية، زادت من تشبثها بيه وكملت ببكاء_أنا مكاني مش هنا يا بدر
مش هقدر على الحياة هنا
المملكة دي مش مكاني والحياة دي كلها مش بتاعتي
صدقني مش هينفع!
غمض عيونه يضغط على جفونه بألم وهو ناكس راسه في حين دراعه متهدل جمبه بعد ما كان ضاممها، بِعدت هي عنه في الوقت ده، ورفعت عيونها ليه تتأمل الألم اللي على وشه، هي كمان متقلش عذابًا عنه، بس مش هتقدر تضحي بحياتها، مش هتضحي بجدتها وعالمها الحقيقي، رفعت كفها وبسطته على خده، ففتح عيونه اللي كانت لامعة بحزن عميق، فقالت هي بابتسامة متألمة_سامحني يا بدر، يمكن لو كنا في مكان تاني، صدقني عمري ما كنت هتردد أكمل حياتي معاك
لكن الموضوع أكبر مني
مش بإيدي صدقني!
امتدت أناملها وفتحت إيديه اللي فيها السلسلة وخدتها منه وهي بتكمل بصدق_أوعدك إني عمري ما هنساك يا بدر
عشان أنتَ متتنسيش
مقدرش يتحمل كلامها اكتر من كده، بل بِعد عنها وخرج من الجناح بسرعة تحت أنظارها الحزينة اللي كانت مراقباه، نقلت عيونها هي للسلسلة اللي بين إيديها ورفعتها لبستها، فومض الرمز اللي على الحجر بقوة كإنه كان بيبحث عنها وبعدين انطفى تاني، اتحركت هي وقعدت على السرير وفضلت باصة قدامها في الفراغ، رفعت إيديها وبسطتها على صدرها اللي بيصرخ من العذاب اللي هو فيه، وبعدها قامت اتحركت عشان تغير ثيابها، لازم تمشي من هنا قبل ما تتراجع
هل هي ضامنة نفسها؟
بتاتًا....
كانت بتتأمل في جدران القصر وكل ركن فيه بتودعه بنظراتها، اتوجهت لجناح الملك رسلان بتردد، خبطت على الباب ولما سمعت اذنه بالدخول فتحولها الحراس الباب، دخلت فشافته قاعد على مكتبه في جناحه بيكتب مراسيل بالحبر، أول ما شافها قام وقف واشرقت ملامحه وهو بيقول_ضي القمر!
أخيرًا فوقتي
الحمدلله إنك بخير
ابتسمتله بود، كانت شايفة إن الملك رسلان رغمًا عنه عاطفته بتوجهه ناحيتها بسبب عقيق، ودي حاجة كانت بتدهشها إن رجل زيه حبه يكون صادق وقوي بالشكل ده، وقف قدامها فبدورها انحنت، بصلها بدهشة وقال_الظاهر إن تأثير السم خلاكي واحدة مننا!
ضحكت من كلامه، وبعدين فضلت بصاله شوية لحد ما اتكلمت_تعرف إن عقيق محظوظة جدًا إنها لقت واحد زيك يحبها بالشكل ده؟
أنا متأكدة إنها لو كانت موجودة وعرفت إنك عملت ده كله علشان تلاقيها مش هتتردد تفديك بروحها
رغم كلامها الغريب إلا إنه ابتسم وقال_من غير أي حاجة هي كانت مستعدة تضحي بروحها علشاني، ومتأكد إن سبب كبير هو اللي خلاها تختفي، ولكن كل اللي بتمناه إنها تكون بخير
على ذكر السيرة عبست ملامحها، ولكنها اتكلمت رغم ده_أكيد كانت بخير يا جلالة الملك
لكن أنتَ صح، سبب كبير هو اللي خلاها تهرب بلا رجعة، سبب الوحيدة اللي عارفاه هي الملكة زمرد
عقد حواجبه بتعجب وقال_إيه قصدك بكلامك ده؟
اتحركت خطوة ناحيته، وقالت_الملكة زمرد وراها أسرار كبيرة جدًا يا جلالة الملك، لكن اللي متأكدة منه إنها عملت حاجة كبيرة خلت عقيق تهرب بلا رجعة، أرجوك يا جلالة الملك، اوعدني تاخد بالك من نفسك ومن بدر، خليك حذر دايمًا منها
كان حاسس بالارتباك من كلامها الغريب، فقرب منها وهو بيقول_ضي القمر
أنتِ تعرفي حاجة ومش عايزة تقوليها؟
هزت راسها وهي مبتسمة بحزن_للأسف مقدرتش أعرف، بس كل اللي متأكدة منه إن عقيق مختفتش بإرادتها
أرجوك خليك حذر يا جلالة الملك، متثقش في حد أبدًا خصوصًا لو كانت الملكة زمرد
خلصت كلامها وانحنت بخفة وبعدين خرجت من الجناح، هي كده شبه خلصت دورها هنا وأدت واجبها، قدراتها المحدودة مش هتخليها تقدر تعمل حاجة أكتر من كده، بسطت إيديها على السلسلة تتأكد إنها في رقبتها، ونزلت لتحت علشان تخرج، لكن رغم عنها لقت نفسها بتدور عليه، سألت أحد الجنود فقالها إنه في ساحة التدريب، اتجهت للمكان اللي جمعها بيه ذكريات لطيفة، بمجرد ما افتكرتها لقت نفسها بتبتسم لما جه ببالها المعركة اللي دارت بينهم، مين كان يقول إن الشخص القاسي ده هو نفسه اللي كان بيعترف بحبه ليها من شوية؟!!
وقفت من على بُعد تراقبه من ورا الحائط، زي عادته بيتبارز عاري الملابس، كان باين عليه الغضب وهو بيقاتل الشاب اللي قدامه بكل قوة وكإنه بيفضي غضبه في القتال، وبالفعل ملقاش غير الطريقة دي اللي هتهدي النيران اللي حاسس بيها في صدره، وقفت تتفرج عليه وعلى وشها ابتسامة حزينة وعيونها بتومض بعذاب، لو عليها هتفضل هنا وتكمل باقي حياتها معاه، ولكن واقعها بيحتم عليها إنها لازم تمشي، لوهلة لقت نفسها بتدي عقيق الحق في إنها هربت، رغم إن مقارنة بين حب عقيق وحبها فهي متجيش حاجة جنب الحب الخالص للملك رسلان!
التفتت في الوقت ده وقررت تمشي قبل ما ياخد باله منها، ولكن بالعكس كان قدر يلمحها من على بُعد، رمى سيفه بسرعة واتجه وراها وهو بينهج من المجهود بعد ما مال والتقط ملابسه من على الأرض ولبسهم بإهمال، ولكن لقى نفسه بيراقبها وبيتسلل وراها، شافها بتدخل للمبنى الآخر من القصر، وبعدها اتحركت كإنها حافظة خطواتها كويس جدًا، حست هي بحركة حواليها فاتلفتت تبص بقلق ولكنه كان اتخبى ورا جدار بسرعة، فهزت كتفها بلا مبالاة وكملت مشي وهو بيتسلل وراها، شافها بتدخل للسرداب اللي خدها منه قبل كده لما حاول يهربها، راقبها فشافها بتشعل مصباح وبعدين مسكت فستانها واتحركت بروية لجوا السرداب، فضلت ماشية وهو وراها لحد ما خرجت منه، وقفت تبص للقصر بعيون لامعة للمرة الأخيرة، عمرها ما هتنسى غرابة اللي عايشته هنا ولا الذكريات اللي بنيتها، كل حاجة هتفضل في عقلها لحد ما تلفظ آخر انفاسها.
اتنهدت بضيق وبعدين ابتدت تتحرك ناحية الغابة ووراها بدر، كانت من حين لآخر بتسمع صوت وراها فتتلفت فجأة ولكنها مبتلاقيش حد فترجع تكمل طريقها لحد ما وصلت للبحيرة، وقف بدر ورا شجرة من الأشجار وهو بيبصلها بتعجب، مش فاهم إيه سر وجودها هنا بالذات، شافها واقفة بتبص لصورتها المنعكسة على مياه البحيرة، كإن بيدور صراع جواها، هي بالفعل كان صراع عنيف متملك منها ولكن صوت العقل كان بيخرس قلبها دايمًا، حطت المصباح على الأرض وبعدين تمتمت_هتوحشني يا بدر
هتوحشني أوي
خدت نفس عميق ورمت نفسها في البحيرة، طلع بدر من ورا الشجرة لما شاف المشهد وصرخ بهلع_ضي القمـر!
جري بأقصى سرعته وملامح وشه باين عليها الرعب والخوف، وبدون تردد رمى نفسه في البحيرة وراها، ولكن للعبث ملقاش ليها أثر، اتوسعت عينيه بدهشة من تحت الماية وبقى يدور عليها زي المجنون، لدرجة إنه هبط لعمق كبير ولكن مش شايفها مش شايف ليها أي أثر، حس إنه على وشك الجنون، مش فاهم سر اختفائها، هو شافها وهي بتنزل في الماية قصاد عينه ازاي اختفت بالشكل ده
سبح للسطح لما حس بإن أنفاسه هتتقطع، وشهق بقوة وهو بيدور حواليه وبيصرخ_ضي القمر
ضي القمر!
خرجت منه زمجرة قوية محمولة بألم جبار_ضـي القمـر!
أنت تقرأ
عقيق إل دورادو للكاتبة / منة ممدوح
Viễn tưởng_مملكة إل دورادو! تمتمت اللي مكتوب وهي بترمش كذه مرة بدهشة، وكملت_مملكة إيه؟! أنا فين إيه اللي بيحصل ده!! مسكت السلسلة اللي كانت لسة على رقبتها، رفعت الحجر الكريم قصاد عينيها وللدهشة... كانت نفس العلامة! اتنفضت وهي بتسيب السلسة برعب لما لقت العلامة...