الحلقة التالتة

163 9 0
                                    

الحلقة التالتة
_ضي
ضي قومي يلا!
قالها بدر وهو بيهزها بعنف ولكن خرج صوته هامس عشان محدش ياخد باله من محاولته لتهريبها بعد ما قدر يسرب الحراس اللي واقفين على بابها، اتململت هي بكسل، واترسمت ابتسامة رقيقة على شفايفها من صوته المألوف ليها، كانت فاكرة إنها في أحد أحلامها اللي كانت بترافقها كل ليلة بصوته الذكوري وكلامه الغريب كل مرة، فهمست_ده أنتَ!
عقد بدر حواجبه بتعجب وهو بيبص حواليه باستغراب، ولكنه أدرك إنها لسة مش في وعيها فلكزها مرة تانية بطريقة أعنف وهو بيقول بنفاذ صبر_يا ولي الصابرين!
قومي يا ضي اخلصي!
اتعدلت فجأة واتمحت ابتسامتها واتحولت لملامح مذعورة وهي شايفاه قاعد على ركبه قدامها ومش باين من ملامحه غير عينيه الحادة الداكنة اللي منعكس عليها أشعة القمر، فتراجعت لورا زحفًا وزعقت_عايز مني إيه؟!
زفر بضيق ورد باستهزاء_يعني هعوز منك إيه؟
مش عايزة تمشي من هنا؟
يلا هساعدك بشرط مشوفش وشك في المملكة دي تاني
فاهمـة؟
قالها بحدة، فقامت وقفت وهي بتنفض هدومها وبتقول بتريقة_ده مين المجنون اللي هيعوز ييجي هنا تاني!
ده أنتوا كلكوا منخوليا!
_مـ إيه؟!
ردد بعدم فهم، ولكن هز راسه بقلة حيلة وهو بيقول_أيًا كان
هاتي السلسلة دي، ويلا عشان تمشي من هنا
حطت إيديها على السلسلة وضمتها لصدرها وهي بتقول باستنكار_لا يا حبيبي!
سلسلة إيه اللي تاخدها، أنتَ عايزني أضيع تراث عيلة أمي!
زفر بنفاذ صبر وقال_خليهالك
عامة أنا لا عايز اشوفك هنا تاني لا أنت ولا عقيق ولا أي حاجة ليها علاقة بالست دي
مفهوم!
_احسن برضه
قالتها وهي بتسيبه وبتخرج لبرا براس مرفوع بكبرياء، وقف هو يبص على أثرها بذهول، مجنونة؟
بالفعل
مفيش تصرف واحد عاقل عملته لحد دلوقتي
هو مدرك إن وراها سر، ولكن مش مهتم يدور وراها، يكفي إنها تختفي وتبعد عن حياته هي واللي اسمها عقيق!
خرج وراها بسرعة قبل ما حد من الحراس يشوفها، جذبها من دراعها بعنف، وقبل ما تصرخ كان كمم بوقها بإيده وهو بيقول_بطلي تصرخي لمرة في حياتك
كفاية هنتمسك قبل ما نتحرك خطوة واحدة بسبب صوتك!
هزت راسها كذه مرة برعب، لحد ما دفعته بعنف وهي بتقول بهمس_إيدك لو لمستني تاني هخليك تروح تدفنها بنفسك
اتجمدت إيده في الهواء وهو بيبصلها بدهشة، ولكنها هزت رأسها بتأكيد على اللي بتقوله، زفر بقلة حيلة ومشي قدامها بنفاذ صبر وهو بيقاوم إنه يفتك بيها
كان الجو ضلمة بشكل مرعب، ممرات القصر مش ظاهر منها نور إلا من ضوء القمر اللي مديها شكل مرعب زي أفلام الرعب، كانت ماشية منكمشة على نفسها وهي بتتلفت حواليها بخوف، اتنفضت بهلع واتشبثت بدراعه المعضل بقوة لما سمعت صوت جاي من الشباك الطويل الازاز اللي باين منه أفرع الشجر العملاقة، هز بدر راسه بيأس وقال بتريقة_دي بومة
حد يخاف من بومة؟!
خاصة لو من نفس الفصيلة!
سابت إيده وهي بتبصله بدهشة بعد ما استوعبت إهانته وقالت_أنتَ....
جذبها قبل ما تكمل كلام من إيديها لأحد الأزقة اللي موجودة في القصر وهو حاطت إيده على شفايفها بعد ما حس بحركة قريبة منهم، وشاورلها بإيده إنها تسكت
كانوا قريبين من بعض بشكل ملحوظ، خاصة المكان اللي واقفين فيه كان ضيق جدًا، فضل هو باصص بطرف عينه بحذر لحد ما شافهم بيبعدو عنهم، رجع بصلها تاني، ولوهلة حس بنفسه اتجمد قصاد عيونها اللي كانت بتلمع بلونهم المميز بفعل ضوء القمر، ارتطمت أنفاسهم في الوقت ده بفعل قربهم الكبير، ولكن حست هي بالوضع اللي هما فيه فانتفضت وهي بتبعد عنه وبتحاول تعيد اتزانها تاني، اتنهد هو بيحاول يتمالك نفسه بعد الاحساس اللي سيطر عليه
كإنها مألوفة بشكل كبير
مش عشان نفس شكل عقيق
ولكن فيه حاجة حاسسها بتميزها!
عدل خصلات شعره اللي نزلت على وشه، ورجع خرج وهو بيتنحنح، أما هي فكانت بتحاول تتجنب النظر ليه وهو كذلك
اتحرك قدامها من غير ما يتكلم أو يقول أي حاجة
وبعد وقت قليل لقت نفسها قصاد بوابة من قلب سرداب من داخل القصر، فتح الباب بسهولة وبعدين اتعدل وهو بيبصلها وبيقول_دي كانت نهاية رحلتنا
وزي ما قولتلك
اتمنى مشوفكيش هنا تاني
يا ضَـي!
لوهلة لقت نفسها بتبص لعيونه الحادة، من وسط الاضواء الخفيفة حست إنها شافت العيون دي قبل كده، ده غير نبرة الصوت الرجولية المميزة، ولكن في الوقت ده حست بجرحه لكبريائها فقالت براس شامخة_صدقني، آخر امنياتي إني اشوفك تاني
ابتسم ابتسامة بزاوية بوقه، وهو بيقول ببرود_شعور متبادل
يا ضَـي!
كان بيتلذذ باسمها اللي جزء منه ليه شعور خاص عنده، بادلته الابتسامة، فشاورلها براسه إنها تتحرك، اتحركت بالفعل وهي بتراقب المكان من حواليها المكان كان عبارة عن أشجار كبيرة وزرع فقط، رغم الرعب اللي كانت حاسة بيه إلا إنها كانت متمسكة بأملها بإنها تقدر ترجع، اتلفتت رغمًا عنها وهي بتبصله وهو واقف يراقبها، ولوهلة تمتمت_معرفتش اسمه إيه
على العموم فرصة سعيدة يا متعجرف أبو ملاية!!
وكإنه حس باللي بتقوله، فابتسم وهو بيراقبها، لحد ما بعدت بشكل ملحوظ عنه، وفلحظات اتبدلت ابتسامته لعبوس، واظلمت نظراته واصبحت ملامح أكثر فتكًا، وفجأة صرخ_يا حــراس!
فلحظة جه عدد كبير ناحيته وهما بينحنوا، فبص في أثرها وهو بيقول_فيه جاسوسة هاربة من القصر
عايزها حية أو ميتة
يـلا!
فلحظات اتحركوا الحراس مكان ما شاور ليهم، كانوا عدد كبير كلهم بيتحركوا بالسيوف والرماح، أما هو وقف مكانه وتمتم_سواء أنتِ أو عقيق
كان لازم دي تكون نهايتكم..

عقيق إل دورادو للكاتبة / منة ممدوححيث تعيش القصص. اكتشف الآن