3 | إختنَـاق.

667 57 83
                                    





اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.








•••



ركضَ أوسكار على درجاتِ الطابق العلوي نازلاً لأسفل، مرتدياً قميص سيّـده الأسود و جوارب طويلة شفافة رماديّة على طول ساقيهِ النحيفتين، دخل غرفة المَعيشة الواسعة حيثُ سيّده يفضّل الجلوس، و اقتربَ ليجلس بجانبهِ على الأريكةِ البيضـاء.

استلقى على حجرهِ و أراح ساقيه يعقدهما معاً عند مسندِ الأريكة، التقطَ جهاز التّحكم ليقوم بتشغيلِ التلفاز و يبدأ في البحثِ عن محطّة يجدُ فيها ما يثيرُ إهتمامه. توقفَ عند إحدى المحطات.

قال بنبرةِ تفاجؤ رُغم نعومتها :
« لوردي، هذا أنت. »

رفعَ إيكاروس عينيهِ عن كتابهِ لبُـرهة ثم عادَ للقرآءة بعدمِ اهتمام، مما جعل أوسكار يعبس. سحبَ الكتاب منه يرميهِ أرضاً، و بقي يشدّ ثيابه مُشيراً للتلفاز.

« لوردي، هذا أنت..!
انتبه لي..! »

جذبهُ إيكاروس بعنفٍ من شعره لينهض و أدار وجهه له، الأصغر خرج منه أنينٌ منخفض، قبل أن يصفعه الأكبر بقسوة على وجهه جاعلاً الدماء تنزلق ببطءٍ من أنفه. إيكاروس كان الوحيد المُتربع على عرش جميع بطولات الملاكمة، و يعتبر هو الوحيد الّذي تقاعد في الأربعين من عمره، و ليس لضعفه و إنما أصبح كل هذا مُرهق بالنّسبة له.

لـذا عندما يصفعه إيكاروس، فهو يعلم أن هذا كافٍ. تمتم بنبرةٍ باردة كالثّلج :
« اجلبه. »

نهض من مكانه و جلبَ الكتاب يُعطيه له، مسحَ أنفه بيده لكن هذا قام بتطليخ جزءٍ من وجهه و يده. أشار له إيكاروس ليجثو على ركبتيهِ بين ساقيه، أخذ الكِتاب منه يضعه جانباً، و أخرج منديلاً حريريّاً من جيبه ليبدأ بمسحِ وجه أوسكار بلطفٍ شديد، و كفّه. مال ليطبعَ قبلة لطيفة على جبينه.

لـورد² | سقوطُ إيكاروسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن