الامنيه الخامسه

134 10 0
                                    

( أمنيات أضاعها الهوى)

الفصل الخامس:
الكثير ينساق خلف أهوائه التي لا تنتهي، ويلهث وراء رغباته التي قد تعود بالنهاية علية بكارثةٍ، والبعض الآخر يندفع وراء أمنية مستحيلة؛ ليخسر في سبيل تحقيقها ما يملكة، وآخر يجري خلف حلمٍ لا يمت للواقع بصلةٍ. كلنا واقعون بشركٍ صغير قد لا نراه طوال عمرنا. جميعنا نجري خلف وهمٍ صنعناه بمخيلتنا حتى نبرر ما ستَقترفهُ فيما بعد كفوفنا.
وهي رفعتها حنجرتها لمكانةٍ عالية حتى أصبحت قدوة للكثير، وإن لم تكن تَنتبة. وهذا يضعها بمكانة مسؤول عن كل ما تتلفظ به، عليها أن تكون قدوة صالحة. كانت رؤيتها مطلب الجميع من متابعيها لكنها كانت كفاكهةٍ محرمة. وهي بطبيعتها لا تهتم للظهور بوجهها.كانت تريد فقط أن تفعل الخير وتزيح الظلم عن أحدهم ولو بأبسط الطرق. أرادت أن تكون مؤثرة لكن بطريقة مميزة .
كانت تنشد الراحة  بعد بث حلقتها الاستثنائية كما أعلنت عنها قبل أسبوع.
حلقتها نالت استحسان العديد من متابعيها، واحتلت بها المرتبة الأولى على محركات البحث الالكترونية، ووصل اعلان الحلقة إلى ما يقرب من ثلاثة ملايين مشاهدة على قناتها باليوتيوب، وقناة البرنامج الخاصة .
الفخر تملك منها بعدما وصل صدى حلقاتها للمسؤولين التي توالت اتِصالاتهم على هاتف البرنامج، ووعود كثيرة برفع الظلم عن المرأة وأبنائها إن ثبت صدق ما ادعت، وعود بالبحث وراء تلك المعلومات التي أعلنت عنها بالحلقة.
يبدو أن كثيرًا من الأعداء كانوا يتربصون لتلك الشركة وأصحابها، ولذلك وجدت حلقتها الإنتشار الواسع حتى تصبح هي واسمها الرائجة على محركات البحث.  لقد أخبرها رامي  مخرج البرنامج أن تلك العائلة هي الرائدة في تلك الصناعة، ويعانون من مرض التكبر والغرور جميعًا حتى أنه حذرها من معاداتها، وما ستؤول إليه الأمور بعد ذلك. استمعت إليه وكأنها لم تكن تعلم من هما!
هي خير من يعلم حيث وقعت بفخ حقير منهما لذا ما أن علمت أنه منهم آثرت أن تكمل طريقها علها تخلص منه للأبد.
لم تحسب حساب له ولم تخف، ولم تقلب أحد معها يكفيها أن تكون على حق.
كان الجميع متوجس لكنها بأسلوبها، وتلك المعلومات التي بيدها استطاعت إقناعهم؛ لذا لم يجد رامي إلا أن يؤازرها فنجَاحهم هو ما يريده حقًا خصيصًا بعد دعم عادل المالكي مالك القناة لهم. بالنهاية هو لا يريد إلا أن يعلو من شأن عملة لكن بقى الخوف عليها بقلبه لم ينتهي وخصيصًا بعد معاداة تلك العائلة.
هي لم تهتم بالشهرة ولا انتقامها قدر رفع الظلم عن تلك المرأة التي لجأت إليها هي خصيصًا عن سائر البشر باكيةً راجيةً.
تقسم أنها لا تهتم  إلا بأخذ حق تلك السيدة  هي وأبنائها.
لا أحد يعلم كم سعادتها بكشف ستار حقائق ظن أصحابها أنها اندثرت ولن تطفو للسطح أبدًا! 
يقولون أن من يعاني من ويلات الظلم وحده هو القادر على إزاحته عمن يتجرعه ولو فقط بكلمة، وهي عاهدت نفسها على مناصرة الصدق، ورد الحقوق لأصحابها  هكذا تربت علي يد والدها رحمه الله، وهكذا أرادت أن تدافع عن الحق، وتحارب من هم ليسوا من انصارهِ ومن أجل المظلومين مثلها .
ظلت طوال عامين منذ اعتلت تلك المنصة وهي ثابتة على مبادئها، ومعتقداتها ، وعلي رفع شعار   "لا للظلم" ولو ستفنى من أجلة  حياتها في الدفاع عنه لذا كانت دومًا مواضيعها شائكة تمكنت من خلالها اعتلاء المنصة كلما صدقت في مسعاها مع من يلجأ لها.
من وجهةِ نظرها السعادة الحقيقية تُولد من إسعاد الغير، ومن دعوة صادقة بعد مد يد العون لهم.
لقد خلقنا  الله أحرارًا نتعاون، ونتشارك الخير قبل الشر لا نتعارك ونظلم ، ونسمم حياة بعضنا البعض .
بالسلام حلمت، و أرادت العيش دومًا كما مدينةٍ فاضلة.
هي موقنة بأن السعادة  فقط هنا، وهي تمارس هوايتها المفضلة بحنجرتها المميزة التي طالما حسدها  الجميع  عليها وابهرت كل من استمع لها.
كم تعشق العمل من خلف تلك الواجهة الزجاجية  وعلى أذنيها تسترح تلك السماعات التي دونت عليها اسمها. تنقلها معها من مكان لمكان لتبث به حلقاتها. كم تعتز بتلك السماعات الخاصة بها، والتي تعتبرها وجه الخير عليها.
ما أن تضعها على أذنيها حتى تسبح منفصلة بعالم آخر لا يوجد به غيرها هيّ وادواتها، وأخبارها الحصرية التي تنتقيها بعناية من مصادرها المتعددة .

أمنيات أضاعها الهوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن