في صباح هادئ ومع بدء اليوم الدراسي، دخلت ستيلا من بوابة الثانوية بخطوات بطيئة كعادتها، تجرّ حقيبتها على كتفها بنوع من الثقل النفسي الذي كانت تشعر به دائمًا.سمعت صوتًا مألوفًا ينادي عليها من الخلف.
"ستيلا! انتظريني!" كان صوت لينا، صديقتها الوحيدة، التي لطالما كانت إلى جانبها منذ اول يوم لها هنا. توقفت ستيلا وأدارت رأسها لتجد لينا تركض نحوها بابتسامتها المعتادة.
"مرحبًا لينا..." قالت ستيلا بهدوء وهي تحاول أن ترسم ابتسامة صغيرة على وجهها.
لينا، بشعرها البني القصير المجعد وحلتها التي كانت دومًا تعكس شخصيتها المشرقة، ردت وهي تلهث قليلاً "آه، أخيرًا لحقت بك! كيف حالك اليوم؟" سألت وهي تضع يدها على كتف ستيلا.
"أنا بخير... نوعًا ما" كانت تلك الجملة التي ترددها ستيلا دائمًا. حاولت أن تبدو طبيعية، لكن لينا كانت تعرفها جيدًا حتى وإن كانت مدة تعرفها عليها قصيرة. فقد لاحظت أن ستيلا دائمًا ما تحمل هذا الثقل الغريب في عينيها.
"بخير؟" كررت لينا وهي ترفع حاجبيها بتعجب. "تعرفين أني لا أصدقك بسهولة، أليس كذلك؟". قالت ذلك وهي تبتسم، لكن في نبرتها كان هناك حرص على أن تفتح ستيلا قلبها.
"نعم... أعلم. فقط... يوم طويل ينتظرني، كالعادة." قالت ستيلا وهي تلتفت قليلًا لتجنب نظرات لينا المباشرة. كانت تشعر دائمًا أن لينا ترى أشياءً لا تريد أن تكشفها.
"حسنًا، لنجعل هذا اليوم أقل طولاً. ماذا عن استراحة ممتعة؟ لدي قصص مثيرة لأحكيها لك عن ماري وأليكس في الحصة السابقة. لا تتخيلي ما حصل!" قالت لينا بحماسة وهي تحاول تخفيف الجو.
"حسنًا، سنرى..." أجابت ستيلا بابتسامة طفيفة وهي تمشي بجانب لينا نحو الفصل.
في الاستراحة، جلسَتا على الطاولة المعتادة في زاوية الكافتيريا، بعيدًا عن الحشود. كانت لينا تمسك كوب عصير بيدها وتحركه بينما تحكي قصة مثيرة.
"إذن، تخيلي هذا: ماري كانت تجلس في الصف الأمامي، وأليكس، كالعادة، يحاول أن يكون ذكيًا... وقرر ان يكتب رسالة صغيرة، يعبر فيها عن إعجابه بها. لكنه، بدل أن يسلمها لها شخصيًا، مرر الورقة عبر خمسة طلاب مختلفين! والنتيجة؟ الورقة تنتهي عند الأستاذة!"
انفجرت لينا بالضحك، بينما كانت ستيلا تبتسم بخفة.
"وهل قرأت الأستاذة الرسالة؟" سألت ستيلا بنبرة هادئة، تحاول أن تكون مهتمة رغم أن عقلها كان بعيدًا في أماكن أخرى.
"أوه، نعم! والأفضل من ذلك، قرأتها بصوت عالٍ! لم أرى وجه أليكس يصبح بهذا اللون من قبل!" قالت لينا وهي تضحك بصوت أعلى.
ضحكت ستيلا أخيرًا، ضحكة قصيرة ولكن صادقة. كانت لحظات مثل هذه التي تجعلها تشعر بنوع من الهدوء مع لينا، التي كانت دائمًا تعرف كيف تخفف عنها، حتى لو لم تكن تعرف كل شيء.
أنت تقرأ
𝒯ℎℯ ℓℴ𝓈𝓉 𝓂𝒶𝒻𝒾𝒶 ℘𝓇𝒾𝓃𝒸ℯ𝓈𝓈
Mystery / Thrillerستيلا ذات 17 عاما باردة هذا ما تضهره ملامحها لكن داخلها مشاعر مختلفة تجيد اخفاءها لكي لا تتأذى. آل اونارما العائلة الحاكمة في العالم السفلي ولا احد يريد العبث معها رغم كل ذلك الا انهم يفتقدون جزء من عائلتهم بل من روحهم ابنتهم واختهم الوحيدة. امي...