استفاقت ستيلا من نومها العميق، لتجد نفسها في غرفة صغيرة محاطة بالضوء الخافت. كانت تلك الغرفة هي المكان الذي أمضت فيه يومًا واحدًا فقط في المستشفى، ولكنها شعرت وكأنها كانت هناك لفترة أطول.صمت المكان يغلفها، وذكريات اليوم السابق تظهر ببطء في عينيها.
فتحت عينيها لتجد أفراد عائلتها قد اجتمعوا حولها. كان سيلوس يجلس على الاريكة مع التوأم، بينما كان أرثر يراقب من بعيد. جون واقف قرب السرير.امها بجانبها بينما والدها يجلس على الكرسي المقابل للسرير. جميعهم كانوا يشعرون بتوتر الأجواء. كان من الواضح أنهم كانوا ينتظرون أن تستيقظ لتظهر أي تفاعل.
بينما كانت تعود تدريجيًا إلى الوعي الكامل، دخل الطبيب بابتسامة قائلاً "صباح الخير، انسة ستيلا! كيف حالك اليوم؟" نظرت إليه بعيون متسائلة،لأنها تتذكر انها فقدت الوعي في المنزل، لكنها لم تتحدث.كان الطبيب معتادًا على ردود الفعل المتنوعة من المرضى، لكنه شعر بشيء مختلف في ستيلا "لقد أجريت الفحوصات، وأنتِ في حالة جيدة، لذا يمكننا إخراجك اليوم." تابع بابتسامة. كانت هذه الكلمات مزيجًا من الأمل والقلق.
استمرت ستيلا في صمتها، تراقبهم دون أن تنطق بكلمة. لم تكن مستعدة بعد لمواجهة العالم الخارجي، حتى لو كانت عائلتها بجانبها. شعرت بأن العالم قد تغير كثيرًا منذ آخر مرة كانت فيه خارج تلك الجدران.
بعد مغادرة الطبيب، اقترب والدها بحذر. "ستيلا، حان الوقت للعودة إلى المنزل. هل أنتِ مستعدة؟" كانت نظراته مليئة بالحب والقلق. لم يكن يعرف كيف يتعامل مع برودتها، لكنه كان مصممًا على توفير الأمان لها.
عندما أدركت ستيلا أنه لا مفر من ذلك، شعرت بشيء من الخوف يجتاحها. كانت أفكارها متشابكة، وعندما اقترب منها والدها ليحملها، لم تعارض. كان يشعر بالقلق عليها، لكنها كانت بحاجة إلى هذا الدعم.
حملها والدها برفق، وكأنها طفلة صغيرة. كان حضنه دافئًا، لكن ستيلا بقيت صامتة، تعبر عن نفسها فقط من خلال نظراتها. عيونها تبحث عن الأمان، لكنها لم تكن تستطيع أن تتحدث.حتى هي لا تدرك سبب صمتها، لكنها وجدت فيه الراحة. راحة غريبة من نوع آخر.
بينما كانوا يسيرون نحو باب المستشفى، استشعرت ستيلا نظرات أفراد عائلتها تتبعها. كانوا جميعًا يتطلعون إليها، يحاولون فهم مشاعرها. لكن كانت تلك اللحظة صعبة عليها، إذ شعرت بأنها محاطة بالحب، لكنها غير قادرة على الانفتاح.
عند وصولهم إلى السيارة، ساعدتها والدتها في الدخول "كل شيء سيكون على ما يرام، يا حبيبتي." همست، لكن ستيلا لم تستطع أن ترد إلا بإماءة.
استقرت ستيلا في المقعد الخلفي، وأحاط بها سيلوس و امها، والدها كان يقود. أما السيارة الاخرى كان فيها جون والتوأم. بينما كان يقود، كانت السيارة تسير ببطء، وكانت النوافذ مفتوحة، مما سمح للنسيم اللطيف بالدخول. لكن عقلها كان مليئًا بالضغوط، ولم تستطع التركيز على المناظر التي تمر من حولها.
أنت تقرأ
𝒯ℎℯ ℓℴ𝓈𝓉 𝓂𝒶𝒻𝒾𝒶 ℘𝓇𝒾𝓃𝒸ℯ𝓈𝓈
Mystery / Thrillerستيلا ذات 17 عاما باردة هذا ما تضهره ملامحها لكن داخلها مشاعر مختلفة تجيد اخفاءها لكي لا تتأذى. آل اونارما العائلة الحاكمة في العالم السفلي ولا احد يريد العبث معها رغم كل ذلك الا انهم يفتقدون جزء من عائلتهم بل من روحهم ابنتهم واختهم الوحيدة. امي...