الفصل العاشر : سباق غير قانوني

396 50 31
                                    

مر أسبوع كامل على شفاء ستيلا، ومع ذلك، لا يزال مزاجها المتقلب يسيطر عليها. في الأيام الأخيرة، كانت تذهب إلى المدرسة، لكن كل شيء حولها كان يبدو بعيدًا، كما لو كانت تسير في حلم. في بعض اللحظات، كان مزاجها في أفضل حالاته؛ تشعر بأنها مليئة بالنشاط والحيوية، ولكن في لحظات أخرى، كانت تشعر بحالة من التشتت التام، وكأنها تغرق في بحر من الأفكار المتناقضة. كان مزاجها يتغير بسرعة، وبدون سبب واضح، مما جعل من الصعب عليها التواصل مع الآخرين أو حتى الاهتمام بالأشياء التي كانت تحبها. وهذا يدل على أن حالتها النفسية سيئة حقا.

حماية إخوتها المفرطة كانت تزعجها أحيانًا، رغم أنها كانت تقدر اهتمامهم. كانوا يراقبونها عن كثب، يتأكدون من أنها بخير طوال الوقت. حتى في المدرسة، كان أحدهم يتصل بها بين الحين والآخر للاطمئنان، فيشعرها ذلك وكأنها تحت المراقبة المستمرة. كانوا يلاحظون أدنى التغيرات في حالتها، يراقبون مزاجها، ويتدخلون حتى في أبسط التفاصيل. إذا شعروا بأنها متعبة، كانوا يهرعون لتهدئتها، وإذا بدا عليها القلق، كانوا يتساءلون عن السبب. هذا الاهتمام المفرط كان يشعرها وكأنها محط أنظار الجميع، وهو ما جعلها تشعر أحيانًا بأنها لا تستطيع التنفس بحرية.

الأن هاهي جالسة في غرفتها، تحاول حل واجباتها المدرسية. أوراقها كانت متناثرة أمامها على الطاولة، وتفاصيل كل مهمة كانت تجذب انتباهها لفترة قصيرة، قبل أن تتركها وتنتقل إلى شيء آخر. كانت تحاول التركيز على الرياضيات، لكن أرقام المعادلات كانت تتحرك أمام عينيها وكأنها لا تنتمي إليها. كانت تلتقط القلم وتكتب أحيانًا، لكن يدها تتوقف فجأة، وتظل عيناها تراقب الكلمات التي تكتبها دون أن تتمكن من فهمها تمامًا. كانت تشعر وكأنها لا تستطيع التفكير بوضوح، وكأن ذهنها مغلق بأبواب كثيرة.

في لحظة، حاولت العودة إلى الرياضيات، ولكنها سرعان ما توقفت مرة أخرى، ونظرت إلى الساعة على الجدار. الوقت يمر سريعًا، وضعت قلمها جانبًا في محاولة للتنفس قليلاً. شعرت بشيء من الإرهاق يهاجمها، وكأن ضغط الواجبات يزداد مع كل دقيقة تمضي. جفَّت شفتيها، ولم تتمكن من التركيز. كان ذهنها يتنقل بين العديد من الأفكار المبعثرة: عن المدرسة، عن إخوتها، عن الحماية المفرطة التي تشعر بها، عن الأيام التي شعرت فيها بالعجز، والأهم عن ماضيها.

حاولت مجددًا أن تركز، ولكن لم يكن الأمر أسهل.بعد فترة من التشتت، وجدت ستيلا نفسها جالسة أمام ورقة بيضاء، وعينيها تتنقلان بين الحروف والكلمات التي كانت تتناثر أمامها دون أن تتمكن من جمعها. في لحظة غريبة، استدارت ببطء وأمسكت بقلم ، لتبدأ في رسم خطوط سوداء على الورقة البيضاء. كانت الرسومات تتشكل أمامها وكأنها ناتجة عن حالة ذهنية متشابكة، وكأنها تُعبّر عن جزء من نفسها تحاول أن تُترجم الأفكار المبعثرة التي تعيشها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: a day ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝒯ℎℯ ℓℴ𝓈𝓉 𝓂𝒶𝒻𝒾𝒶 ℘𝓇𝒾𝓃𝒸ℯ𝓈𝓈حيث تعيش القصص. اكتشف الآن