السَّلام عليكَ يَا صَاحبي،
يقول زوربا في الرواية بعض الناس أحرار
فعلاً وكثير منهم يظنون أنهم أحرار
لمجرد اتساع الطوق قليلاً حول رقابهم !صدقني، إذا أخبرتك أن الإنسان يكتسب حرية بمقدار ما يكون عبداً لله !
وأنه كلما ترقى في مرتبة العبودية لله سبحانه، كلما ارتقت روحه درجات أكثر في سلّم الحرية والعكس صحيح، كلما ابتعد الإنسان عن الله ،
فإنه صار عبدا لشيء آخر!ليس بالضرورة أن تسجد لشيء حتى تكون عبداً له، يكفي أن تكون أسيره لتكون عبده!
المنصب قد يُصبح معبوداً للمرء، والمال قد يُصبح إلها وإن لم يُسجد له! العادات والتقاليد هي الأخرى يحدث أن يجعلها الناس آلهة!
يا صاحبي أكثر الناس حرية هم الأنبياء
ذلك أنهم كانوا أكثر الناس عبودية لله!أما نحن، فكلما اقتربنا من مقام إيمان الأنبياء كلما تحررنا !
حين أتأمل سيرة بلال بن رباح أعرف أنه ذاق طعم الحرية قبل أن يشتريه أبو بكر ويعتقه !
في اللحظة التي آمن فيها بلال، حل روحه من قيد العبودية وصار حراً !
وحين طرحه أمية بن خلف على رمال مكة الملتهبة
وبدأ يجلده ليرجع عن دينه، وهو يقول له ملء قلبه : أحد أحد!فهذا يعني أن أمية لم يكن يملك إلا جسد بلال
أما روحه فكانت ملكه
وما الحرية إلا أن يملك المرء روحه!أبو بكر لم يفعل أكثر من إعطاء بلال صك إعتاق جسده من العبودية،
أما الروح فقد حررها بلال بإيمانه قبل هذا بكثير!
والسَّلام لقلبك
.
.
.
لا إله إلاّ أَنْـتَ سبحانك إني كنت من الظالمين.