السَّلام عليكَ يَا صَاحبي،
تسألني : ماذا ينقصني لأنافس الآخرين؟
فأقول لك : ومن قال أنه عليك أن تنافس الآخرين؟!
الحياة رحلة وليست سباقاً يا فتى، فاستمتع بها ولا تحوّلها إلى معركة !
المضمار الوحيد الذي يستحق أن تنافس فيه هو الطريق إلى الجنة !
ما عدا ذلك فمعارك خاسرة، وسباق إلى غير وجهة،
السلحفاة والأرنب كلاهما أحمق،
فأي لذة في أن يفوز الأرنب بسباق ضد أبطأ المخلوقات على الأرض ؟!ولم على السلحفاة أن تخوض سباقاً أملها الوحيد بكسبه هو أن ينام الأرنب ؟!
طهر قلبك يا صاحبي وافرح بنجاح غيرك كأنه نجاحك، وصفق للفائزين كأنك تصفق لنفسك، واسعد بصفقة التاجر كأنها صفقتك، وبوظيفة جارك كأنها وظيفتك، النظر إلى ما في أيدي الناس سهم مسموم،
يُصيبك في قلبك قبل أن يُصيب الناس!
يا صاحبي إن كثيراً مما نسميه منافسة ما هو إلا حسد مقنع،
ولكن أسميناه منافسة لنقنع أنفسنا أنها معركة تستحق أن نخوضها !وتذكر جيداً، أن الحسد هو أول ذنب عصي الله سبحانه
وتعالى به في السماء حيث رفض إبليس السجود لآدم، وما معه من ذريعة إلا : أنا خير منهوالحسد أول ذنب عصي الله تعالى به في الأرض،
حيث قتل قابيل أخاه هابيل لأجل امرأة كانت أجمل من امرأته!
فلا يكن فيك شيء من إبليس وقابيل، ثم تقول لي أنا أخوض منافسة!
لا يا صاحبي أنت تحترق من الداخل لأن خيراً أصاب غيرك ولم يُصبك !
اعتن بقلبك يا صاحبي نظفه جيداً، طهره بالذكر سم الله على كل جميل تقع عليه عينك، وقل ما شاء الله على كل رزق ليس لك،
وارض بما قسم الله لك،
فلن تنال سواه ولو كانت حياتك كلها سباقاً،
والسَّلام لقلبك.
.
.
.
لا إله إلاّ أَنْـتَ سبحانك إني كنت من الظالمين.