الفصل 2

25 1 1
                                    

عينك مؤدبة فيها من الشوق و الود ألوان
و فيها من الكلام ألحان كمان

الكبرياء عندك كتاب مفتوح

عنوانه معروف
و الكرامة عندك فيها قافية

و العناد حروف الراوية
الحنان عندك كأس

و الجفاء يباسة رأس

قلبك على قلبي أمر ناهي
مساعده طيفك الباهي

الغيرة عندك نار تحرق القلب والروح
و دخانها في الأفق يفوح

أنت في الهوى كفنجان القهوة المر
و أنا كملعقة العسل الحر

أها من قلب حبى وحلم وفي لحظة ضاع منه القلم

أها من حال قلبي تدهور
أسرف في الحب و تهور

فإرتجف في لحظة من اللحظات كعصفور
و عالى صوته كصوت جمهور

وتجمد بعدها من جمالك مبهور .

🧡💋💥🌼🌸🌹
================

كانت ليلة طويلة و متعبة ؛ كانت لورا عائدة إلى المنزل بعد أن أغلقت محل الحلوى لكنها تأخرت اليوم في العمل ففي مثل هذه الأيام من السنة تكثر الأعياد
و المناسبات فلا تغلق المحلات باكرا ؛ إنها مرهقة حقا فلقد كان المحل يعج بالزبائن نظرت إلى ساعة يدها فكانت الساعة تشير إلى الوحدة بعد منتصف الليل ....
فتحت لورا الباب و هي تدندن بموسيقى معينة ،
و في حين لم يبقى سوا القليل لتغلق الباب دفع
أحدهم باب المنزل بجسده ؛ توقفت لورا عن الدندنة
حالما وقع بصرها على ذلك الجسد الضخم..... كان ذلك الضوء الخافت الذي يأتي من الخارج قد أضاء تلك البقعة التي يقف فيها ذلك المجهول ليعكس
طوله و ضخامة جسده المخيفة ....
إرتجفت أوصلها بذعر لتستدير محاولة الركض و الهروب من المنزل فظله وحده كان كاف لزرع الذعر بداخلها ؛ عندما إستدارت لورا لتهروب أوقفتها تلك اليد الخشنة التي وضعت على فمها فجأ و منعتها من الصراخ ، ساحبها ذلك الرجل المجهول إلى الخلف حتى إلتصقت بصدره الصلب ثم طوق جسدها
بذراعه الأخرى و أغلق الباب بقدمه ليلتصق
بالجدار مصدر صوتا قويا ....
إرتجف جسد لورا و خاصة بعد همسه بالقرب من أذنها
بصوته الرجولي ذو البحة المرعبة
- أحتاج إلى المساعدة ؟
- سوف أرخي يدي فكوني عاقلة و لا تصرخي مفهوم يا صغيرة ...
أرخى المجهول يده من على فمها كما قال لها فحاولت هي التملص و الهروب من بين يديه بإتجاه الباب لكنه كان أسرع منها بطي ذراعهاخلف ظهرها و إلصاق
جسدها مع باب المنزل ؛ حيث كان وجهها يقابل الباب
- بداية خاطئة
تمتم بها ذلك المجهول و هو يشد على ذراعها من
الخلف تأوهت لورا بألم مع إزدياد إنعقاد حاجبيها......
لطالما كانت لورا فتاة مسالمة تعيش حياتها بإيجابية
و لم يكن لها أعداء قط ....
- م م ن من أ ا أن نت ؟... ما ماذا اا تر ر يد م ني؟......
تمتمت لورا بتلعثم و خوف
ألصق الأخر جسده بجسدها
أكثر و همس بالقرب من أذنها :
- إياكي و فعل شيء غبي ....
أنهى كلامه ليديرها بإتجاهه حتى أصبح و جهها مقبلا لوجهه ، إستدارت تنظر إليه مطولا لم تكن لورا تعرف ماذا تقول أو ماذا تفعل ؟؟؟....... انها حقا حائرت
فهذا الرجل غريب و ثيابه ملطخة بالدم كان الأمر مرعبا بالنسبة لها ؛ لم تتقبل لورا فكرة وجوده في منزلها فهو رجل غريب و مرعب فلربما كان مجرما أو حتى لصا كل هذه الافكار كانت تدور وتدوؤ في عقل لورا و لكن كان الصمت هو الشيء الوحيد المسموع بينهما تعجبت عندما رأته يقف عند الباب و كأنه
يستمع لشيء ما في الخارج ؛ بالفعل فقد كان هناك صوت أقدام أحدهم فهمت لورا بسرعة أنه ملاحق و أن أحد ما يطارده بعد تلاشي الصوت إلتفت إليها و قال :
- أسف دخلت منزلك بدون إذن لكني كنت مجبر على ذلك لم تقل لورا شيء ، بل نظرت إليه من رأسه حتى اخمص قدميه و قالت وهي تتصنع الشجاعة :
- احممم تفضل بالجلوس
تردد ذلك المجهول في الجلوس و بدأ ينظر حوله و من ثم جلس و لكن كان يبدو و كأنه غير مرتاح أو خائف من شيء ما
فقالت لورا :
- سأحضر لك بعض الماء لتشربه فأنت تبدو لي مرهق بعض الشيء
نهض بسرعة و قال :
- لا لا لا داعي أشكرك .....أنا بخير
لم ترغب لورا في الجلوس معه فهي لا تثق به فقررت أن تسأله :
- ما هذا الدم على ثيابك؟ ...و من أنت؟ ...و ماذا حدث معك ؟... و من كان يلاحقك؟ .....
كان يبدو صادقا و هادء غير عدواني في جوابه
- لقد كنت في شجار مع أحد الأشخاص في الشارع و
عندما تغلبت عليه تفجأت بأصدقائه يهجمون علي فهربت و هم طاردوني و هذا كل شيء ؛ انا أسف على إقتحامي لمنزلك بهذه الطريقة و في هذا الوقت المتأخر
كان كلامه منطقيا و كأن أسألتها كانت متوقعتا بالنسبة له ؛ لقد كان لبق جدا في كلامه معها
و هذا ما جعل خوف لورا منه يتلاشى وخاصة بعد إعتذاره منها سألها :
- هل يمكنني إستخدام دورة المياه ؟....
قالت :
- نعم بالطبع ستجدها هناك على الجهة
اليسرى و بينما ينهض بدء يتألم و وضع
يده على جانبه الأيسر
ظن أنها لم تنتبه له لكن خاب ظنه عندما قالت :
- هل أنت بخير ؟
قال : أجل أجل انا بخير إنها مجرد كدمات
مؤلمة فقط دخل ذلك المجهول دورة المياه بينما دخلت لورا إلى المطبخ بقي هناك حوالي ربع ساعة كانت لورا تسمع صوت المياه القادمة من دورة المياه بينما تحضر له الشاي ، قال بينما يجلس :
- شكرا لك لم يكن هناك داعي لهذا
- لا تهتم إنه واجب الضيف علينا ؛ تفضل
أنهت لورا كلامها وهي تقدم له فنجان من الشاي الساخن مع قطعة من البسكويت اللذيذ و بعدما إنتهى حمل معطفه و قال :
- علي الذهاب الأن أشكرك على كل شيء و ما كاد الاثنين يتقدمان ولو بخطوة وحدة حتى سمعا صوت إنخلاع الباب بقوة و سقطه على الأرض
صرخت لورا بذعر بينما إرتجف ذلك المجهول برعب ظهر جليا على وجهه وخاصة عندما رأى بذلك الرجل المخيف بهيبته المهلكة و جسده الضخم ذو العضلات نظر إليهما بأعين حادة ثم وضع سبابته على شفتيه مشيرا لهما لي يصمتا و لا يصدر أي ضجيج ؛
ثم أشار إلى رجاله ليتقدم من ذلك المجهول ثلاث رجال يقيدونه بأيديهم الغليضة كالحديد أو أشد
و يسحبوه معهم إلى الخارج وسط صراخه و إستنجاده

تقدم ذلك الرجل الغامض من لورا لتتراجع هي بذعر حتى إلتصق ظهرها بالجدار فحاوطها بذراعيه
و هو ينحني و يقترب منها حتى أصبح وجهه أمام وجهها وهو بقول :
- عيناك جميلتان و جسمك ايضا
دفعته لورا بقوة و هي تصرخ في وجهه
- هاي انت ايها الخرف لا تظن اني ساخاف منك انت و أولئك الثران اللذين معك في احلامك ايها
لم تكمل لورا كلامها فقد اقترب منها حتى عاد لا يفصلهما شيء توترت واحمر وجهها فهي لم يسبق لها ان كانت قط في مثل هذه الوضعية معا اي رجل من قبل ولكن رغم ذلك استجمعت شتاتها وصرخت في وجهه قائلة:
- هاي انت ايها الاحمق إبتعد عني والا فس.....
قاطعها وهو يمسكها من شعرها بغضب
- هاااي انتي إحترمي نفسك و إلا فسوف .....
قاطعته و هي تتصنع الشجاعة كعادتها أمامه رغم خوفها الكبير و الواضح كوضوح الشمس
وراحت تدفع بيديها الصغيرتين صدره ذو العضلات و هي تصرخ في وجهه :
- و إلا ماذا ؟ ها ماذا ستفعل... ها.... ماذا ؟
تقرب لها و حاوط خصرها و على فمه إبتسامة جانبية خبيثة ماكرة فهو يحب التحدي و يعشق ايضا كسر الانوف :
- سأجعلك تنمين معي الليلة وساجعلك تصرخين تحتي حتى تتمزق حبلك الصوتية حلوتي
أبعدته عنها بغضب و من ثم
صفعته بقوة و هي تقول :
- هذا في أحلامك أيها الحقير
غضب ذلك الرجل منها كثيرا وأحست لورا و كأن شياطينه كانت النائمة فإستيقظت ؛ فقد سحبها من شعرها بشدة المتها ثم صفعها بقوة جعلتها تحتضن الأرض فكيف لهذه الفتاة ان تجرأ على فعل ما لم يجرأ أحد من قبل على فعله كيف تجرأ على مد يدها عليه فرجال و لم يفعلوها فما بالك بالنساء منهم

جميع من تجرأ على التفكير فقط في مثل هذه الفعلة البلهاء فارق الحياة و لكن ليس قبل تعذيب أليم و وحشي ...
نظر إليها فوجدها قد أغمي عليها ؛ فإنحنى ليحملها بين ذراعيه .... كان ينظر أمامه بثبات رغم تلك النار التي تشتعل في داخله بسبب القابعة بين احضانه ، أخرج بعض من غضبه بذلك الذي أتي خصيصا من أجله ؛ كان يود أن يلقنها درسا لن تنساه لكن قرر أنه سيعذبها بطريقته الخاصة و سيجعلها تندم على ما فعلته أولا ومن ثم ......

...........يتبع..............

الخاطف و  المتمردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن