استيقظت لورا من غيبوبتها او لنقل اغمائها وهي لا تزال تشعر بالدوار لتجد نفسها في غرفة ذات ديكور مميز فهو مزيج بين اللون الرمادي والاسود الملكي و معه بعض اللمسات الذهبية..... كانت تلك الغرفة كبيرة و يتوسطها سرير كبير اسود اللون تقابلة اريكة من الجلد الرفيع ذات لون اسود قاتم كذلك و لها نافذة زجاجية كبيرة
اسرعت حدقاتها تنظران من النافذة لترى ذلك المنظر الذي يفرح النفس و يزيل الاكتئاب
رفعت جسدها لتجلس على السرير ثم مدت قدميها الى الامام لتريحهما ، تأوهت قليلا فهما تألمنها كثيرا....
تذكرت ما حدث معها بالامس و تذكرت تلك اللحظة عندما رات وجه ذلك الرجل المخيف امام وجهها ونظرته لها التي كانت تحمل الكثير من شرارات الغضب والحقد اتجاهها تذكرت كم كان مخيفا بالنسبة لها....انتبهت لورا انها خائفة من ذلك الخرف كما تسميه اكثر من اللازم فراحت تخاطب نفسها و تشجعها على اكتساب بعض القوة فهذا ما يلزمها في مثل هذا الوقت بالتحديد
- هيا لورا كفي عن الارتعاد كعنزة هوجاء و تشجعي قليلا فانتي يجب عليك الهروب من هنا باي طريقة كانت و باسرع وقت ايضا ....
- ترى اين انا ؟ امم لما لا استكشف المكان؟
اه ان بطني تزقزق انا جائعة ......
كانت تسأل نفسها وهي لا تزال تفكر في كل ما حصل معها بالامس و متى و كيف اتت الى هنا و كيف يمكنها الهروب من هذا المكان بعد ان اصبحت زوجة ذلك الصعلوك القاتل....كل هذا كان يدور في عقلها الصغير حين قررت البحث عن شيء ياكل فهي جائعة الى حد اللعنة .....
نهضت لورا من الفراش وهي لا تزال متلحفة بالغطاء تمشي بخطوات هادئة ثم فتحت الباب وأطلت بجذعها لتتأكد من خلو الرواق من اي قاتل او سفاح او مجرم او حتى قاتل مأجرور فهي لا تستبعد شيء ألبتى ....
نظرت يمينا ثم يسارا فوجدت ان في الجهة اليسرى يوجد ممر طويل و مظلم ف أزاحت احتمالية وجود مطبخ من تلك الجهة و قررت المضي قدوما باتجاه الرواق الأيمن أطلت من السلم لتجد فقط بعض الخادمات اللواتي لايزلن ينظفن ف إرتاحت قليلا و قررت ان تتم خطتها فنزلت بخطواتها الهادئة وهي متلحفة بالعطاء و تدعو ان لا تتقابل بتلك القنبلة الموقوتتي المدعوتة نيكولاس في طريقهاسألت لورا إحدى الخادمة عن مكان المطبخ لتوجهها اليه ومن ثم ترحل
دخلت لورا المطبخ لتتفاجئ فقد كان كبيرا جدا و لكنها لم تولي لذلك اهمية كبيرة و اتجهت ناحية الثلاجة تنظر لعلها تجد ما يأكل فهي لم تاكل شئ منذ مدة لكن للاسف لم تجد اي شيء ياكل سوى الخضار و اللحوم وهي تكرهها ولا حاجة لها بها فتأفافت بضيق
و هي تغلق باب الثلاجة بعنف وهذا ما جعل الثلاجة تهتز بقوة .....
فركت لورا فروت رأسها بعدم تصديق أيعقل ان في هذا القصر الكبير و الملعون لا يوجد شيء ياكل
اوه ان هذه حقا جريمة في حق الانسانية.... و جريمة بحق كل معدة مسكينة و جائعة ايضا ....
نزعت عنها اللحاف بضيق ثم وضعته على الكرسي
و شمرت على ذراعيها وهي تقول
- اووووف يا الهي ما هذا يبدو ان في قصر دريكولا هذا يجب عليك ان تتعب و تطعما نفسك بنفسك انا حقا اتسأل ما فائدة كل تلك الخادمات و هن لا يفعلن شيء......
فتحت لورا باب الثلاجة و اخرجت الطماطم و الجبن و......(مكونات المعكرونة).....
وضعت المعكرونة بالماء المغلي وراحت تجهز الصلصة
كانت بين الحين والاخر تلقي نظرة نحو باب المطبخ تتأكد من عدم وجود احد....
كانت لورا تحب الطبخ منذ صغرها حيث كان حلمها ان تصبح طاهية مشهورة و ان يقوم الكل بالتغزل ومدح بطعامها اللذيذ و لكن دائما ما تسير الرياح بما لا تشتهي السفن و هي ايضا كذلك ......
تنهدت لورا بحسرة عندما لاحت في بالها تلك الذكرى الجميلة التي لم تتحقق أو لنقل لم تستطع تحقيقها .....
جففت لورا المعكرونة من الماء ثم خلطتها معا الصلصة و كلمسة اخيرة وضعت الجبن فوقها راحت تصفقت على انجازها و بدأت تقبل أصابعها وكأنها شاف ايطالي ماهر ومحترف....
حملت لورا طبقها وهمت بالرحيل و لكن ما ان استدارت حتى تفاجأت مما رأته واسقطت الطبق ارضا .......
أنت تقرأ
الخاطف و المتمردة
Fantasíaعندما يتم خطف لورا تلك الفتاة البسيطة العنيدة المتمردة التي حاربت من اجل عيش حياة مسالمة معا كلبها ومأنسها الوحيد " دودي " من طرف المارد الاسود المعروف ببطشه و غضبه وسخطه وقتله لضحياه بدم بارد و بدون رحمة وهذا بعد جعلها لأحد أعدائه يختباء...