الفصل | 05

65 16 8
                                    

وجهة نظر تاكامي أياني:

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

وجهة نظر تاكامي أياني:


الرّغبة فِي العَيشِ مطوّلا رُغم الأيام الموبوءة والدّاء المتغلغل في أريجِ البهجة فتصير كالزّقوم .. تلك الرّغبة الملحّة بي قد قُتلَت، أحيَانًا بسبب غباءِنا نخطط لعيشُ قصصٍ لن نكُون أبطَالَها حتما، وموقعها بعيدٌ عن يُمنَانا، لن نصِل إليه مهما حارَبنا.

فِي معزلٍ من الصّمت كنتُ متسطّحة على سَريري بشقّتي الصّغيرة أحدّق بالسّقف لَا شيءَ يُنيرُها إلّا الأضواءُ القليلَة من الشّارِع والقمرِ. علَى حدودِ مآقيّ دمعٌ ما كبحتُه إذ سالَ منذُ زمنٍ ولا يزالُ لديّ الكَثير منهُ، عينايَ معطاءتان ما تهَاونتا فِي مواسَاة ألمِي، إن لم أبكِي لأجلِي لن يفعَل أحدٌ آخر.

جائرَة هي الحَياة بحقّي، رَمتنِي على قارِعَتها أندُب، تُشبهُ المُغتصِب أحيانًا إذ تُحبّ دخولَ فرُوج العذارَى ومِن آهاتي المُستنجدة تنتشِي! لم تكُن قط عادِلة بالنّسبة لي، لم كان يجب أن أكون من القلّة البائسة؟ أبٌ هارِب وأم غيرُ مسؤُولة، لا أذكُر أنها نادًتني باِبنتي بوديّة قط إلّا وخلفهَا نيّة سيّئة كَسرِقة أموالِي.

لَا أصدّق أنّني بِعتُ جسدِي ورحمِي لأعيشَ بكرامة!.

لهُ عينانِ حادّتان كالسّكاكين، أحيانًا تبدُوان وكأنّهما على وشكِ اِختراقِي، لا شكّ وأنّه سيّد الترهِيب؛ فحُضورُه كالأجل سأحتضَر لَو تابَعتُ اِستفزازَه! متأكّدة مِن أنّ لقائي بهِ سيشكّل لظّى لن أستطِيع النّجاة منهَا، الشّيء الوَحيد الذّي يضمنُ حفاظي على حياتِي هوَ أنّه بطل.

سِرتُ إلَى حمّامي أغسِل وجهِي من تبِعاتِ حزنِي على ماضيّي الأليم، مسحتُ وجهي بالمِنشفة وعدّلت شعرِي في ربطَة ذيلِ حصانٍ آنذاك بانَت ندبَتي القبيحَة، أزحتُ ياقة قميصِ ملابس نومي البيضاء ذاتُ الخطوط السّوداء وأنزلتُه إلى أن بانَ كلا كتفاي اِستدرتُ قليلًا إلى جانبي الأيسَر فاِنعكست على المرآة، من خلفِ أذني إلى نهاية رقبتي وتمتدّ قليلًا إلى فكّي شيءٌ حَصدتُه منَ المَاضي... أذني اليُسرى معطوبة لا تسمع.

ترقرَقت البكوَات على مآقيّ مجدّدًا لكنّ كبريائي منعها هذِه المرّة، أخذتُ نفسًا عمِيقًا وذهبتُ إلى المَطبخ لأجلِ كوبِ ماءٍ يمحقُ عني الكُتلة المتكدٍسة في حلقي، سرعانَ ما غيّرتُ مرتعَ قدماي إلى البابِ الذّي دُقّ، للتوّ تذكّرت أن صدِيقتي وشَريكة سكَني ستعُود اليَوم.

العَقد | CONTRACT حيث تعيش القصص. اكتشف الآن