نرجس
اسمي {نرجس}.. أبلغ من العمر عشرين عاماً
إنها سنتي الثانية في الجامعة
الأولى كانت تحضيرية أما هذه فهي أول سنة في دراستي للطب البشري
أعيش في الوقت الحالي مع خمس فتيات في بيت واحد
صديقاتي
[لين] التي تعرفتُ عليها بعد الثانوية... تعرفتُ عليها عندما كان أخوها [غيث] وأصدقاؤه يغازلون كل فتاة تمرّ من أمامهم، وكان لي نصيب بسماع عدة كلمات لكني لم أتمالك نفسي عندما سار خلفي ليبرهن لأصدقائه أنه يستطيع فعل الشيء الذي لم يفعله من قبل وبسبب اقترابه مني التفتُّ وصفعته على وجهه بالقدر الذي جعل الدماء تسيل من أنفه،
عندما هبطت يدي على وجهه أزاحت جسده عدة سنتمترات
وحلَّ هدوء يناسب الموقف... وقف جميع أصدقائه مذهولين.. صامتين.. محدقين ب[غيث]... كان وجهه مقابلاً لي لكنه ينظر إلى الأرض.
اقترب منه أحد أصدقائه وقال تلك الكلمة.. تلك الكلمة التي بدء بسببها شجارنا:
-الصديق: ستسكت؟!!
-[غيث] الذي رفع نظره إليّ مباشرة وإلى عينيّ بالتحديد: لا.
وعندما قال ذلك بدأت المشاحنة الكلامية بيننا وأعتقد أن أصواتنا التي ارتفعت كثيرا هي من جذب انتباه أخته ناهيكم عن التجمع الكبير حولنا.
دخلتْ إلى الدائرة الفارغة التي نقف في منتصفها ولا يفصلنا عن بعضنا إلا ثلاثة أقدام. وقفت بجانبنا وصرخت كي نتوقف، التزمتُ الصمت لكني ثبّت نظري عليه أما هو فلم يفعل
سألت [لين] عن سبب الشجار فتدخل أحد أصدقائه وحكى كل شيء لكن بطريقة يظهر فيها[غيث] البريء المظلوم خوفاً من سخطها فأوقفتُه وشرحتُ لها ما حصل
وعندما سألت[غيث] لم يُجب فتأكدتْ من كلامي
اعتذرت مني و دعتني لشرب العصير فقبلت الدعوة على شرط أن يعتذر مني [غيث] أمام الجميع
كنت أظنه سيرفض لكنه قبِل بسرعة واعتذر مني، فكان عليّ قبول الدعوة
سألني عن الساعة التي ينتهي بها دوامي.. وباللاشعور أعطيته برنامجي كاملا
وعندما انتهيت تفاجأت بهما أمام الجامعة ينتظراني.
وبذلك أصبحتُ و[لين] صديقتين ومع كل يوم يمضي تصبح علاقتي بها أقوى، و[غيث] رغم محاولاته لإخفاء مشاعره إلّا أني عرفت مدى الحب الذي يكنّه لي، وكنت أتجاهل ذلك الشعور الذي يجذبني إليه.
[لين] فتاة جميلة وجذابة والكثيرون حاولوا التقرب منها.
ههه لكن عندما أكون معها لا يجرؤ أي شاب بالاقتراب منّا أو حتى أن يرمي بكلماته تجاهنا بعدما حدث مع[غيث] رغم أني لا أُبدي أي عدوانية لكني أعتقد أن الدرس قد وصلهم.
أنا و[لين] ندرس ذات الفرع لذلك فأحاديثنا أغلبها عن الدراسة والمحاضرات وقليلها عن أمور أخرى.
وأكثر ما أستثيغه بصاحبتي هو حبها للكتابة والقراءة مثلي
خلاصة الكلام أنا و[لين] متشاركتين في الكثير من الأمور.
نرجس
[لونا] و[لورا] توأمان تسكنان معنا في المنزل، عشرينيتان مثلي.. وتدرسان الطب أيضاً، لكن الطموح مختلف..ف [لونا] تحلم أن تصبح طبيبة عيون أما [لورا] طبيبة أطفال.
تعرفت عليهما في الجامعة حين كنت أتحدث مع [لين] بشأن السكن فلم نكن في ذلك البيت بعد، وعندما سمعتانا نتحدث عن نيتنا باستئجار منزل قريب من الجامعة لنعيش فيه معاً... أعلنتا عن نيتهما المماثلة، فاتفقنا على استئجار منزل أكبر.
أرادتا غرفة واحدة وأنا كنت قد حدثتهم عن [جوى] -سأتحدث عنها لكم لاحقاً - وأننا سنأخذ غرفة واحدة أيضاً فتبقت [لين] فاسأجرنا منزلاً بثلاث غرف كبيرة وغرفة جلوس ومطبخ وحمامين وشرفة مطلة على الشارع العام، وأصبحنا نعيش معاً.
تقربنا من بعضنا أكثر خلال السنة التي مضت واكتشفتُ كمَّ الاختلاف بذلك التوأم
فعندما تسمع كلمة توأم ستقول شخص ونسخته
لكن [لونا] و[لورا] ليستا كذلك... فصحيحٌ أن كلتاهما تملكان الشعر الأسود المجعد والنمش الخفيف والعينين اللتين تشبهان الفحم لكن [لونا] كانت أطول قليلاً و[لورا] كانت أهيف
هذا عن الشكل أما عن شخصيتيهما فهما مستقلتين مرتبطتين في آن واحد
تحبان أشياء مشتركة لكنهما تكرهان أشياء مختلفة فكلتاهما تحبان الباندا لكن [لورا] تكره القطط بينما [لونا] تحبها.. وهكذا.
أكثر الأشياء الجميلة مع هذا التوأم هو السهر
ففي العطل نجتمع لنتسامر ونضحك ونشاهد الأفلام وكانتا أكثر من يتحدث في جلساتنا وكانت أحاديثهما مسلية جداً، لكن شجاراتهما جحيمٌ على المنزل
فعندما تكونان في حالةٍ من الخصام يحلُّ هدوء مزعج في كل أرجاء البيت وتزداد الطاقة السلبية والتوتر بيننا جميعاً
لذلك نعمل أنا و[لين] و[جوى] و[مايا] -سأروي لكم عنها بعد قليل- على الإصلاح بينهما لتعود البهجة تملئ المكان.
أود فقط أن أقول أنهما سر بهجة المنزل وصديقتان لا يستطيع المرء تعويضهما.

أنت تقرأ
الوردة البريئة
Mystery / Thrillerتلك اليد لم تطعمني إلا حراماً ولم تأويني إلا خوفاً من أن أهدم منزلها... تلك اليد التي أمسكتني من رقبتي بعد أن قيدتني... تلك اليد التي سأكسرها اليوم. لين فتحتْ الباب والخوف يملئ عينيها، ابتسمتُ لها وكنت أريد أن أتكلم...