خطة

5 3 2
                                    

قصي
خرجتُ من المستشفى وأنا منكسر
قطعة مني تركتها هناك وسأعود لآخذها غداً
لكن ما الفائدة إن كنت سأضعها تحت التراب
إن لم أُعدها لمكانها
في قلبي
عندما كنت أحزن كانت هي من تواسيني
أما الآن فحزني عليها لن يواسيني أحد عليه
هل أرمي نفسي أمام سيارة مسرعة وألحق بها؟
فكرة عظيمة لكن لا يمكن تنفيذها لأجل أطفالي
[سنا] و[زيد]
لا أعلم كيف سأستطيع تعويضهما عن والدتهما
إن كنت لا أستطيع تعويض نفسي حتى
[سنا] تعرف معنى الأم وفقدها سيكون صعباُ عليها أما [زيد] فلم يستطع حتى سماع صوتها!
مشاعري متضاربة تجاه هذا الصبي
أكرهه لأني فقدت حبيبتي بسبب قدومه لكن أعشقه لأنه آخر ذكرى منها
ضحّت بنفسها لأجل أن يأتي إلينا
وأنا سأضحّي بنفسي ليعيش دون حرمان
ليعيشا دون حرمان.
عدت بسيارتي التي أحضرتها فيها
عادت لي ذكريات كثيرة
يوم زفافنا عندما ركبنا هذه السيارة وسافرنا بها لنقضي شهر عسلنا عند البحر
البحر الذي لن يذكرني الآن إلا بها
تذكرت رحلاتنا
تذكرت الأيام التي كنت أوصلها فيها لأماكن زياراتها
وذكرياتها كانت ستؤدي بحياتي! -كان سيرتطم بسيارة أخرى-
حاولت أن أركز إلى أن وصلت إلى المنزل...
قبل أن أصعد استوقفتني جارتنا

_الجارة: كيف حالك سيد [قصي]؟
_قصي: الحمد لله
_الجارة: سمعنا اليوم صراخ [رغد] هل أنجبت؟
_قصي بغصة: نعم
_الجارة: حمداً لله على سلامتها... مبارك لك
_قصي: الحمد لله على كل شيء... لكنها ليست سليمة
_الجارة: لا تقلق إنه مجرد تعب بعد الولادة
_قصي وهو يكمل صعود الدرج: لن أقلق فكلنا سنموت في النهاية

وقفتُ أمام باب المنزل
أحاول كتم دموعي فقط إلى أن أدخل وأغلق الباب لابقى وحدي
لا يجب أن يرى أحد دموعي
لكن لا أستطيع كتمانها طويلاً
سأفرغها الآن
وحيداً
بعيداً عن أعين البشر
دخلت لأرى الكآبة تملأ المكان
وبمجرد إغلاقي الباب بدأت دموعي تسيل على وجنتيّ
رأيتها أمامي!
مسحتْ دموعي
أردتُ إمساك يديها لكنها لم تكن إلا سراباً! تقدمتُ إلى الأمام بضعة خطوات
لكن لم أعد أقوى على التقدم
نزلت على ركبتيّ
بدأتْ أنفاسي تتسارع
صرخت بألم وبدأت أبكي بصوت عالٍ
لا أعلم كم من الوقت بقيت على هذه الحال
هدأت بعد مدة غير معلومة لي
وقفت بثقل
أريد شرب الماء ثم الذهاب لإحضار [سنا] من منزل العائلة
التفتُّ يميناً لأرى [رغد] عند باب المطبخ
جريت لعندها وأمسكتها من أكتافها لأرى أعينها الزرقاء وقد أصبحت حمراء وتملأها الدموع
سألتها بهدوء مع ابتسامة صغيرة

_قصي: لماذا تبكين يا حبيبتي؟
_ياسمين: أرجوك... كن قوياً أمام أبنائك

لم يكن صوتها كما عهدته
حتى شكلها تغير
إنها ليست [رغد]!
بل [ياسمين] أخت {نرجس}!
أنزلتُ يداي بخجل مما قلت وفعلت
تراجعت قليلاً عنها وأدرت وجهي كي لا ترى دموع التي بدأت تسيل

الوردة البريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن