خُطة

5.1K 164 81
                                    

يعزلنِي وجودكِ عن العالم
ويُشعرني براحة لن أشعُر بها ماحييت
أنا وأنتِ وقلبانا الجُزء الثّالت ___

فِي حينَ هُو كانَ يكتُب تلكَ الخُطط فِي مذكّرتهِ مثلَ الاهبلُ
كانَت هيَ تمسكُ بسلاحِهَا تتلاعبُ بهِ بينَ يديهاَ،جالسة
فِي تلكَ الغُرفة الّتي لم ترُوقها ولن تفعَل بتلكَ الألوان الزّهرية

وضعت ذلكَ السّلاحُ فِي درجْ الطّاولة جانبَ فراشهاَ الأبيض
شرعَت فِي نزعِ قمِيصهَا والبقاءُ فِي حمّالة صدرهَا البيضاءُ
وبنطلونهاَ الاسودَ اللّاصقْ الّذي شرعت فِي نزعهُ هُو الآخر
تتحرّر من ملابسهَا كأنّها تتحرّرُ منَ المشَاكلُ والمَاضي المقرف

وقفَت امامَ المرآة تُناظرُ هيئتهَا النّحيفة
"وجهِي مُتعب!"

فتحَت حقِيبتهَا الكّبيرة تخرجُ منهَا بعضَ الموادْ الّتي اعتادت
علَى وضعهَا اثناءَ اللّيلِ .

وذلكَ الشّريطُ منَ الادويّة،الّتي ساعدتهَا الهدُوءَ فِي كل هذهِ
السّنواتِ .

وضعَت قُرصاً فِي فمهَا تشربُ ورائهُ الماءَ لتبلعهُ بأريحيّة
أخرجَت ملابسَ النّومَ خاصّتهَا ترتدِيهاَ بإهتمامٍ.

أخرجَت شعرهَا الاشقرُ من اسفل قمِيصهاَ وهُنا حانَ دورُ
عملهَا،حيثُ جلَست علَى حافّة السّرير وبيدهَا حاسُوبهَا
الاسودُ.

لم تنسَى وضعَ قلمٍ وورقة جانبَها،وبعدَ ان إنتهَت منَ الحاسوب اخدت تَرسمُ تصاصميمَ جديدَة ورائعة وفريدة
من نوعهَا،فسَاتين غرِيبة نوعاً ماَ كمَا اعتادت ان تصنعُ
ذلكَ الاسم ابري كونزاليتا لم يعلُو بنفسه بل هيَ من اشتغلت
لاجلهِ هيَ من صنعة نفسهَا،تلكَ الآلام هيَ من جعلتها
تُكمل مسيرتها لم تتوقّف بل تحدّت المَاضي ووصلت .

حينَ بزوغِ الفجرِ والشّمسُ قد كادَت علَى الخُروجِ لتعلن عنْ يومٍ يحملُ بطياتهِ الكثِير منَ الاكثرَ،وضعَت القلمَ ونامتْ
بإستسلام بعدَ تصميم عشرُونَ فستانْ،بأذواق مختلفة .

هيَ تلكَ الطّريقة الّتي تهيمُ فِيهاَ ولاتفكّر بماضٍ آلم قلبهاَ
وحاظر يجرحُ ولا يُبالي ومستقبلٌ لاتعرفُ اينَ طريقهُ .

لم تُعطِ لتّفكِير فُرصة وهَامت فِي سباتٍ ليسَ لهُ منهَا
مُقضُ.

....
حلّ الصّباحُ علَى موسكو لتُلقي الشّمسُ خيُوطهَا المشعّة
علَى وجهِ سِياَ الّتي تقفُ امامَ الأستاذ الّذي كلّفها بمهمّة
لن تقدرَ عليْهَا،لكنّها ستفعل!.

"سيَا إبنتِي أوصلي هذهِ الكُتب للمكَان المنشُوذ وعُودي فحسب."

رفعت حاجبهَا الأيسر بإستغراب
"لماذاَ انا؟."

"أنتِ الوحيدة الّتي أثقُ بهَا."

نظرتْ من حولهَا يميناً ويساراً تبحثُ عنْ ذلكَ الّذي
لم يُفارقْ بالهَا،رُغم تحذيراتِ اخيهاَ لهَا .

قبلة سطحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن