كانت الشمس مغطاة بالغيوم، تأتي من خلالها ضوء ضعيف بينما تجول الطلاب في ساحة المدرسة. كان نيل في مهمة، وعيناه تتجولان بين الحشد بحثًا عن صديقه يوسف. عندها لمح مجموعة من الأولاد الأكبر سنًا بالقرب من حافة الرصيف، وضحكاتهم تتردد كأنها جرس تحذير.
"لا! لا أريد! ابتعد عني!"
الصوت كان بالتأكيد ليوسف فأسرع نيل في خطاه و عضلاته تتصلب من الغضب و هو يفكر من ، "يوسف!" نادى، دافعًا طريقه بين الطلاب. وعندما اقترب، رأى يوسف واقفًا بتصلب، وواحد من الأولاد يمد سيجارة نحو فمه و آخر يقبض يوسف بالوراء. كانت تعابير وجه يوسف مزيجًا من الانزعاج والعزم، وعيناه تتنقلان بين السيجارة و الأولاد بغضب.
"هيا، يا رجل! مجرد نفخة واحدة"، قال أحد الأولاد متحديًا، بابتسامة ساخرة.
كانت ساقا يوسف ترتجفان، ليس من الخوف بل من الجهد المبذول للثبات في مكانه، يقاوم قبضَة الولد الذي يقف خلفه ويهدده بدفعه إلى الدائرة المستهزئة.
"هيا~" قال الولد بنبرة غنائية في الثانية الأولى، مقربًا السيجارة الى شفتي يوسف. و في الثانية التالية شاهد الجميع بعيونهم الواسعة الولد نفسه يطير بنغمة أخرى "آآآآآآه" و السيجارة وقعت على الأرض.
قبل أن يتمكن أي شخص من استيعاب ما حدث، وقف نيل هناك، يديه مشدودتين على جوانبيه. "من منكم التالي؟" سأل، صوته ثابت وحازم، قاطعًا الصمت المذهل الذي خيم على المجموعة.
بعض من الطلاب اقشعروا من صوته و بهدوء أخلو المكان... أما الأولاد الذين تنمروا على يوسف تبادلوا نظرات عصبية. نظر يوسف، الذي لا يزال يعاني من التحول المفاجئ للأحداث، إلى نيل بمزيج من الامتنان وعدم التصديق. "نيل، أنا—" بدأ، لكن نيل قاطعه ممدا يده كأنه يحميه، عيناه لا تزال مركزة على الأولاد الذين تجرؤوا على التنمر على صديقه.
"ابتعدوا"، حذر نيل، نبرته منخفضة وتهديدية. تراجع الأولاد الباقون خطوة إلى الوراء، مدركين أنهم لم يعودوا في السيطرة على الوضع. ثم تبادلوا نظرة أخيرة مليئة بالخوف قبل أن يلتفتوا ويهرعوا بعيدًا، دون حتى أن يكلفوا أنفسهم بتهديد أخير أو بعبارة تحدٍّ مثل، "سنلقنك درسا في المرة القادمة نيل!"
By AromaryWatt 🦊
أنت تقرأ
لنفسد اللعبة
Romanceفي عالم منقسم بين التوقعات والسياسة، يجدان حباً يتحدى الحدود الاجتماعية. بالنسبة لها، حماية إيمانها يعني الوصول إليه؛ وبالنسبة له، الوصول إليها يعني الفوز في لعبة العائلة.