(2)

19 5 10
                                    

"أبي"، بدأ يوسف بتردد، "أحتاج أن أتحدث معك عن شيء مهم."

نظر عمر إلى الأعلى من ملاحظاته، وتغيرت تعابير وجهه إلى لطف. "بالطبع، يوسف. ما الذي يشغل بالك؟"

أخذ يوسف نفسًا عميقًا. "أنا... أنا معجب بفتاة. أفكر في طلب يدها للزواج."

تلألأت عينا عمر بمزيج من الفضول والمودة. وضع ملاحظاته جانبًا وأشار إلى المقعد بجانبه. "تعال، اجلس هنا. أخبرني عنها."

جلس يوسف وهو ينظر الى عصابعه المرتعشة. "اسمها لينا. هي أخت نيل التوأم. التقينا في حفلة مؤخرًا، ولا أستطيع التوقف عن التفكير بها."

استمع عمر بانتباه، ويده تجد طريقها إلى رأس يوسف في لفتة مريحة ومألوفة. "أذكر عائلة نيل. لينا، تقول؟ ما الذي يعجبك فيها؟"

نظر يوسف قليلاً الى والده ثم أزاح نظره بخجل. "هي ذكية، أنيقة، و قوية، حتى بدون القدرات. أحترمها كثيراً، وأشعر أن هناك تواصلًا بيننا. والأهم من ذلك... أنها تتوافق مع قيمنا الإسلامية بشكل مفاجئ، رغم أن عائلتها مختلفة تمامًا عنها. تتعاطف بعمق مع القضية الفلسطينية، على الرغم من أن والدها مورد أسلحة للإسرائيليين. لينا لديها قيمها ومبادئها الخاصة، وأنا... أريد مساعدتها على إيجاد الأمان الذي يجعلها تشعر بالراحة للحفاظ على تلك القيم."

هز عمر رأسه بتفكير، وعيناه تعكسان التفهم. "يبدو أنك تهتم بها بعمق. وهذا أمر مهم. لكن هل فكرت كيف قد تتعامل عائلتها مع هذا؟ أو زملائك في العمل؟ تعلم أن عملهم ومعتقداتهم لا تتوافق مع معتقداتنا."

شعر يوسف برجوع قلقه عند كلمات والده، لكنه واصل الحديث. "أفهم ذلك، أبي. أعلم أن هناك احتمالات للتعقيدات. لكني أؤمن أيضًا أن إيماننا بإله الواحد نفسه يمكن أن يجسر تلك الفجوات. أريد أن أكون صادقًا معها وأبني شيئًا حقيقيًا. أعتقد أن لينا تستحق ذلك، وأنا كذلك. وبالنسبة لعملي، فإن لينا مفضلة بين العائلات النافذة بفضل مكانة عائلتها، لذا أنا متأكد من أن خالتي و الآخرون سيكونون موافقين على ذلك."

وضع عمر يده برفق على كتف يوسف، وصوته دافئ وثابت. "أنا فخور بك لأنك تفكر بعقلانية وتمعن. مهما حدث، اعلم أنني هنا من أجلك." انتشرت كلمات والده في داخله، وأعطته شعورًا بالأمان، كما لو أن رابطهم كان بئرًا يمكنه أن يستمد منها قوته كلما شعر بالشك.


By AromaryWatt 🦊


لنفسد اللعبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن