PART ¹¹1: " زِيَارَةُ الشَّيْطَانِ "

8.8K 530 97
                                        


الفصل ١١: " زِيَارَةُ الشَّيْطَانِ "

_________________________________________

" الحل الوحيد الموجود بأيدينا هو الزواج، لذا.."

" دعينا نتزوج مايا "
أردف زيد قبل أن يبتسم بخفة بينما يجلس فوق أريكة مخملية منحنيا بجذعه، واضعا يداه المشبوكة معا أسفل ذقنه ومرفقاه يعتليان ركبتيه،
كان لتلك الكلمات التي لفظها بطريقة عادية للغاية تأثير ساحق على الجالسة أمامه باستقامة تعاكس دقات قلبها المتزايدة كأنها تركب أفعوانية شديدة الخطورة..مع ذلك كانت هاته الكلمات أيضا في نطاقها الصحيح بعد أن تم استنتاجها نتيجة مدة طويلة من التفكير العميق

" أنتَ متأكد؟ قد تكون هناك طريقة أنسب لمغادرة روسيا والعودة لإسبانيا بلا حاجة إلى الزواج"
نبست مايا بخفوت ونبرة مرتجفة، حينها عاد زيد إلى الوراء يستند بظهره على الأريكة دون أن يجيبها.

استمر الحال لثوان عديدة، أغمضت مايا جفنيها لتفتحهم مرة أخرى ثم خفضت بصرها بيأس ومرارة لم تستطع البوح بها وفي تلك اللحظة، ظهر حذاء أسود أمام ناظريها..

قبل قليل كان ينحني بجذعه على ركبتيه…أما الآن فهو ينحني بجذعه عليها محاصرا إياها تماما في أعينه الخضراء مصوبة نحوها.
هذا القرب المفاجئ جعل زيد يلاحظ أناملها المرتجفة وأعينها التي ترمش كثيرا بفعل التوتر ما دفعه ليقول أخيرا بصوت فاتر 
" عيناك..إنهما ترتجفان وترمشان كثيرا بمجرد تحدثي معكِ! فهل أنت مستعدة للبقاء بجانبي تحت سقف واحد لأكثر من ستة أشهر في انتظار جواز سفر تافه؟ "

لم تعد مايا تعرف الآن في ماذا تتحكم..في قلبها النابض؟ أم في أعينها؟ 

ابتعد زيد عنها ما أن استوعب ضغطه الخانق عليها وبدأ يدور في أرجاء الغرفة بهدوء قبل أن ينبس متوقفا 
" أنت الآن في دولة غريبة عنك تماما، لا أحد من أقاربك يعيش هنا، ولا حتى معك بطاقة الهوية الخاصة بك..لذا الزواج سيكون أفضل حل، عندما أعيدك إلى إسبانيا سأطلقك بكل بساطة، هل لديك أي اعتراض الآن؟ "

" لا "
أجابت بهدوء وهي تعلم بالفعل أن هذا هو الحل الوحيد والأنسب للعودة بسرعة إلى عائلتها وحياتها الطبيعية بعيدا عن الأكشن والرعب الذي لم تظن يوما أنها ستعيشه...
رمقت زيد الواقف أمام النافذة يوليها ظهره لمدة، لقد كان منقذها في كل لحظة شعرت بأنفاسها تسلب منها، حتى بعد ظنه أنها هي غلوريا..
لم يقم بإيذائها كما تصورت، وساعدها حتى عندما خرجت من المستشفى بأخذها إلى منزله، نفسه الذي تجلس بداخله الآن...

وعلى ذكر غلوريا، أخذت تسترجع ذكرياتهم القليلة معا والمحسوبة على رؤوس الأصابع، ذكرياتهم في تلك الليلة المشؤومة قبل أن يتم قيادتهم للمطار كالعبيد محملين بالمتفجرات فقط لتحقيق أطماع قلوب الوحوش الجشعة..

TABLE 19 | Chase Gameحيث تعيش القصص. اكتشف الآن