الفصل ١٢: " عَشَاءُ عَمَلٍ "
_________________________________________
لَطالما كان الماضي شيئًا يَصعب تجاوزَه، ومن يقول العكسَ فهو لكاذب حتمًا!
وقفت صاحبة الأعيُن الزّمردِية تطالعه وهو يغادر بعد أن أتاها في لحظة مباغتة تماما وعصف بها مثل ما تفعله العواصف بالجبال رغمًا عن قوَّتها وصلابتِها.
راقبته وهو يغادر بعد أن حقق مبتغاه برؤيتها مدمرة بسببه كما اعتاد سابقا!
ولو لم يأتي آيرون الآن لأطال زيارته الشيطانية لها، مجرد التفكير في الأمر يجعلها لأول مرة تحمد ربها على شيء ما، على آيرون.
اقترب منها هذا الأخير بزيه الرسمي الأسود المكون من قميص أبيض ترافقهُ ربطة عنق سوداءَ مطابقة لِلَون بنطاله، والظاهر أنه أتى مباشرة إليها بعد مغادرته الشركة فهو لا يرتدي عادة لباسًا رسميا إلَّا في العمل والحفلات..
وضَعت بيلارُوس ابتسامَة على وجْهِها والْتَفَتتْ بخفةٍ نحوهُ تنبسُ بمرح محاوِلة عدم إظهار نبرتها المرتجِفَة
" مرحبا..آيرون "
ابتسم آيرون يلتقطُ يدها المَمْدودة إليه كتحية قبل أن يجذِبها نحوه بسرعة وتسْقط بيلاروس في أحضانهِ، دون أن تدري وضعت رأسها على صدره تنصِتُ باصْغاءٍ شديدٍ لدقات قلبه المنظمة التي جعلت بطريقَة ما شعور السكينة والهدوء يَخفضانِ من حدة ارتجافِها،
لفتَتْ انتباهها يده الموضوعَة على خصرِها الشيء الذي جعلها تهمس بغير رضَى
" لماذا تحضنني الآن وبهذه الطريقة يا زوجي الحبيب؟"
أتاها حينها رد آيرون الفاتر " همم..لقد قلتِها، نحن زوجان واقعان في الحُب لدرجة أنه لا يمكنني رؤيتك دون احتضانك..ألا يمكنني فعلُ ذلك زوجتي؟"
غادرت ضحكة ساخرة فاه الصغرى قبل أن تفصل عناقهما - تمثيليتهما الدرامية المستحقة للمدح والتصفيق - الذي أثر في المشاهِدين بنجاحٍ ثم تسبق آيرون إلى السيارة دون أن تنظر له حتى.
لقد كشف آيرون أمرها مجددًا مرة أخرى، ولا شك أنه لاحظ تماما الجو المشحون السَّائدَ هنا الذي تركه ديمون خلفه، كما لاحظ شيئا آخر...
ارتجافَها...
" إلى أين سنذهب؟ "
" ستعرفين لاحقا "
لحق آيرون ببِيلاروس وركب كلاهما السيارة دون الكثير من الكلام...
بعد لحظات أوقف آيرون السيارة، طالعَته بيلاروس مستغربة قبل أن توجه نظرها لمتجر الحلوى الصغير أمامهم.
" سأعود الآن "
سار الأكبر نحْوَ ذلك المتجر البسيطِ، فتح الباب بخفَّة ودخل لتقابله أنظار مجموعة من الناسِ، منهم من هو منشغل بأخد طلبِيَّته ومنهم من ترك كل ما في يده وأخد ينظر إلى آيرون منجذبًا لهيْأَته وحضوره الطّاغي...
طبعا، فمن سيصدق أن رجلًا حادُّ الطباعِ مثله سيأتي لشراء الحلوى؟
أنت تقرأ
TABLE 19 | Chase Game
Боевик[ لُعْبَة المُطارَدَة | chase game ] لَمْ تولَدْ لِتَعيشَ فِي حَياةٍ مُسالِمَة يَغْلِبُها طابَعُ النَّقاءِ والبَراءَةِ، وُلِدَتْ لِإِراقَةِ الدِّماءِ، الإِسْتِحْمامُ في حَوْضٍ مِنَ الدِّماءِ، المَشي عَلى أَرْضِيَةٍ تَكْسوها الدِّماء، التَّزَلُّجُ عل...
