PART ¹³1: " حَلُّ سُوءِ الفَهْمِ "

9.6K 423 130
                                        

الفصل ١٣: " هِيَ زَوْجَتِي "

_________________________________________

دَاخلَ غُرفَةٍ ذَات جُدرانٍ عَاجِيّة لامِعة تُطِل بطَريقَةٍ سَاحِرة على السَّحَابِ الأبيَض المُنعَكسَة عليهِ أشِعة الشمسِ المُشرقَة
ابتسمَت بخفةٍ واسْتقامَت مِن مَضْجَعِها تَرتدِي مَلابسَها التي جَفّفتْها أمْس، بِهدوءٍ حتّى لا تُصْدرَ أيَّ ضَجِيجٍ مُتَّجِهةً نحوَ المَطبَخ، ولم تَكنْ تتَوقَّع أنّ الشَّخصَ الذِي تُحاولُ ألَّا توقِظه يقفُ هُناك بالفِعلِ.

ابتسَم زيد حِين استَشعَر خَطواتِها القادِمَة نَحوَه ثُمَّ نَطَقَ بِبحَّته الرُّجولِية "صَباحُ الخَير "
بادَلتهُ مايا ذاتَ الاِبتسامَة الدافِئة لتقفَ بجانبهِ تنظُر بدهشةٍ إلى الطَّاولةَ حيثُ وُضِع الفَطور بمُختلفِ أطْباقهِ
" أعدَدْت كل هذا بنفسكَ؟ "

راقَب زيد نظَراتِها المُندهشَة وقال بلا مبالاَة بينما يُخرج الكُرسيّ لتجلسَ عليه الصُّغرى ثم يجلسَ في مقابلِها
" أجَل.. "

زَفَرت مايا نابِسةً بحنقٍ " أحسِدك على هذا..حسبَ ما أتذكَّر أول مرة دخَلت فيها إلى المَطبخ كنتُ قد حَرقتُه بالكَامِل وهي أيضًا آخر مرة "

ابتسَم الأكْبر يُناظِرها وهو يشرَب قهْوته بعيدًا عن الحَلوى المنوَّعة فَوق الطَّاولة نظرًا لأنه أعدَّها فقط لأجلِ الجالسَة أمامهُ
" إذًا لا تُجيدينَ الطبخَ؟ "

أومأَت لِتقضِم قطعةً صغيرةً من كَعكة التُّفاح تتَذوَّقها بسعادةٍ من جهَة ومن جهةٍ أخرى تَتحسَّر على نفسها وعلى قُدراتِها المثاليَة في الطبخِ

" هذا لا يهِم، أنا أطبخ جيدًا وهذا يكفي. أليسَ كذلك؟ "

رمَقته مايا بنظَرات إعجابٍ ودون أن تدرِي كانت هذه الكلمات تُغادر شفتيْها " مَحظوظةٌ هذه التي ستتزوجكَ "

عادَت تتناولُ فطورها عكْس زيد الذي حدَّق بِها بجديةٍ، فقَد وضعَ كوب القهوة المُرّة الخاصَّة به على الطَاولة ليُردف مبتسمًا " تقصدينَ الآن أنكِ محظوظة؟ أحببتُ هذه الملاحظَة! "

طَالَعته الصُّغرى لثوانٍ مندهشةً من طريقةِ تفسيرهِ للأمُور وَتحديدًا كلامها...وقبل أن تَرُدَّ عليهِ وقف يقاطعُها بنبرةٍ مرحة " كُلي ببطءٍ يا زوجتي، عندما تنتهين ستجديننِي في الأسفل أنتظركِ. سنذهب إلى أهلكِ ونحل سوء الفهم ذاك بينكُما "

" آه لحظة لقَد انتهيتُ...دَعنا نذهَبِ الآن "
عند سَماعها لقولِه ارتجفَ بدَنُها وكأَن ما نطق لَها بهِ أخيرًا كان كافيًّا لجعلِها تقف برهبةٍ.
تبعتْ مايا خُطواتِ الأكبر بينَما يشًقُّون طَريقَهما نحو وِجهَتِهما وبالفعلِ لم يمُرَّ كثيرٌ من الوقتِ حتى تَوقفَت السيارة أمامَ منزلِ عائلتِها.

ترجلَ زيد من هذه الأخِيرَة ثم تَبعَته مايا وَقَد بَدى على مَلامِحِها التَّوتُّر بِوضوحٍ حيثُ تذَكرَّت آخر مرة أتَتْ فيها.

TABLE 19 | Chase Gameحيث تعيش القصص. اكتشف الآن