PART ¹1: "الْبَحْثُ عَنْ فَرَاشَةٍ "

68.6K 2.2K 462
                                        


الفصل ١ : "الْبَحْثُ عَنْ فَرَاشَةٍ "


________________________________________

_

"شهد صباح هذا اليوم، تحديدًا في الساعة السابعة وخمسين دقيقة، جريمة جديدة من جرائم ' الفراشة السوداء'.
وقعت الجريمة داخل مقر إحدى شركات مستحضرات التجميل الراقية، المملوكة لرجل الأعمال المعروف جوزيف آلبرتينو.
وُجدت الضحية جثة هامدة في حوض الاستحمام، بعد أن اقتُلِع قلبه ووُضعت فراشة سوداء بداخله، وهي العلامة التي تميّز كل جرائم هذه القاتلة الغامضة.
لكن على غير المتوقع هذه المرة... تم إيجاد شاهد على الجريمة، وهو ابن الضحية، الطفل جاك آلبرتينو، البالغ من العمر عشر سنوات.
وقد أقرّ الأطباء أنه دخل في حالة صدمة نفسية حادة، وفقد القدرة على الكلام. حيث كلما ذُكر الحادث أمامه، يُصاب بانهيار عصبي حاد..."

"توقّف يا مارك."
قالها بهدوء، وهو ينظر إلى من أمامه ممسكًا بتقرير مفصّل حول مجريات صباح اليوم.

"لقد كانت جريمة متعمّدة، أليس كذلك يا مستر آي فور؟"

ردّ الآخر بابتسامة ساخرة وهو يحدّق عبر النافذة المطلة على حديقة ربيعية
"نعم..يبدو أنها بدأت تملّ. إنها تبحث عن التسلية على طريقتها."

ثم دوى رنين الهاتف فجأة، قاطعًا صمت الغرفة.

"مرحبًا، آيرون."
صوتٌ رجولي انبعث من الهاتف

"فالكو؟!"
قال آيرون باندهاش، وهو يُحكِم قبضته على الهاتف. استغرق منه الأمر لحظات حتى يستوعب أنّ فالكو اتّصل به، بعد مضي شهر كامل على سفره إلى إسبانيا.

"لا شكّ أنّك تابعت أخبار هذا الصباح..."

"نعم... لقد قُتِل عميلٌ سريّ آخر من المنظمة..إنها تتحدّانا الآن."

ساد صمت قصير، ثم جاء صوت فالكو حازمًا
" جدها يا I4..بأي طريقة كانت! "

كان آخر ما سمعه "آيرون" بعد أن قُطع الاتصال.

"لماذا حدّثتك؟ "

قال الرجل الجالس أمامه بثبات، بينما تراقصت في صوته نبرة تحدٍّ خفيّة.

"عليّ إيجادها، مارك. هي الآن بموسكو، لقد تحدّتني. تريد اللعب؟ أنا لن أضيع هذه الفرصة."
ناطق آيرون مارك بكلماتٍ فهم معناها جيدًا، بينما كان يمرر أصابعه في خصلاته السوداء التي تمردت على جبينه. استقام واقفًا من مقعده الفخم، يتأمل الشمس وهي تتقطر سُمرةً من بين الغيوم البيضاء.

كانت عيناه الغُرابيتين تغوصان في زوايا الغرفة، تتخللهما ومضات سوداء تُشي بأن فكره مشغول، بملامح صارمة وخطوط وجهٍ منحوتة، يوحي بهدوءٍ قاتل. كانت لحيته الخفيفة تزيده جاذبية، فيما بدت بدلته الداكنة وكأنها خُلقت خصيصًا له.

TABLE 19 | Chase Gameحيث تعيش القصص. اكتشف الآن