part3 :بدايه كل شئ

22 2 1
                                    



بعد أن حمل جونغكوك فيرونكا على ظهره وأدخلها بالقوة إلى سيارته، كانت أنفاسها متسارعة، لكن تعابير وجهها لم تظهر أية علامات على القلق.

جلست بجانبه، ترفع حاجبها بسخرية بينما هو أغلق الباب برفق، وكأن العالم حولهما قد اختفى، تاركينهما وحيدين في تلك العربة الفاخرة.

بينما كان المحرك يشتعل، وجدت فيرونكا نفسها تحدق به. عيناها تعكسان التحدي، بينما كانت تتوقع أن يتحدث بشيء مثير للسخرية كما اعتاد. لكنه لم يقل شيئًا في البداية، اكتفى بالنظر إليها بنظرات مليئة  بالشغف.

أدار السيارة ببطء، تاركًا المكان خلفهما بينما كانت الأضواء الخافتة تضيء الطريق أمامهما.

"هل كنتِ حقًا تفكرين في الذهاب مع ذلك الرجل؟" سأل فجأة، صوته ناعم لكنه مليء بالغضب المكتوم.

"ظننتِ أنني سأتركك تذهبين هكذا، كأنكِ لستِ ملكي؟"

"أنتَ تتحدث كما لو أنني لا أملك الحرية،" قالت فيرونكا بابتسامة متكلفة، لكنها كانت تدرك جيدًا ما يقصده. "لا تنسَ يا سنيور دون جوان، أنني العنقاء، ولا أحد يستطيع التحكم فيّ."

"أعلم أنكِ العنقاء،" قال بنبرة أشد عاطفية، عيناه لا تفارقان وجهها.

"وأنا من يملك النيران التي تُعيدكِ للحياة كل مرة. تذكرين ذلك، أليس كذلك؟"

ضحكت فيرونكا بخفة. "أنت حقًا مجنون ، أتعلم؟ تظن أن كل شيء يدور حولك."

جونغكوك انحنى نحوها قليلاً، حتى باتت المسافة بين وجهيهما ضئيلة جدًا. "أنتِ فعلاً محقة. أنا مجنون  بكِ، ولا أستطيع إنكار ذلك. لا أريد شيئًا في هذا العالم أكثر منكِ، لا أستطيع تحمل فكرة أن يقترب منكِ أحد غيري."

شعرت فيرونكا بقشعريرة خفيفة تسري في جسدها، لكنها تمالكت نفسها. "وماذا تعتقد؟ أنني سأكون دُمية تحت رحمتك فقط لأنك تريد ذلك؟"

ابتسم جونغكوك، واقترب أكثر حتى لامس أنفاسها بوجهه. "أنتِ لستِ دمية، بل أنتِ العنقاء التي تولد من الرماد، لكنني سأظل الشخص الذي يحترق لأجلكِ في كل مرة."

أحست فيرونكا بشيء ما يتداخل مع مشاعرها. هو لم يكن يتحدث فقط كرجل غيور، بل كعاشق مجنون يعشق كل تفاصيلها، ويدرك عمق حبها وحريتها في نفس الوقت.

"هذا كله مجرد كلمات، جونغكوك،" قالت بصوت منخفض، وكأنها تختبر مدى جدّيته.

"كلمات؟" سأل بنبرة مستهجنة، وهو يضع يده على خصرها بحركة بطيئة، وكأنما يؤكد على امتلاكها.

 THE DANCINGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن