الجزء الثاني:سر في العتمة

5 1 0
                                    


"في متاهات الغموض، قد تكون الحقيقة جسرًا أو فخًا، يعتمد على خطواتك."

.......

في صباح باكر، جلست نيلوفر في شرفة شقتها الصغيرة، تتأمل المدينة وهي تستيقظ على ضوء الشمس الخافت. كانت الأشعة تتسلل بين الأشجار، لكنها لم تتمكن من إبعاد شعور القلق الذي كان يرافقها. كقاضية شابة، كانت تبحث دائمًا عن الحقيقة، لكن في الآونة الأخيرة، كان هناك سر يلوح في الأفق، يثير فضولها ويشعل لديها شعورًا بالقلق.

كان ملف قديم قد أُعيد إلى مكتبها، يحمل تفاصيل غامضة عن قضية لم تُحل. على الرغم من أن الأيام مرت دون أن تُعطى لها أهمية، إلا أن شيئًا ما كان يدفعها للتعمق فيه. في ذلك اليوم، عثرت على رسالة غامضة مُخبأة بين الأوراق، مكتوبة بخط أنيق: "ابحثي عن الحقيقة في العتمة".

أثارت تلك الكلمات فضولها. من الذي أرسل هذه الرسالة؟ ولماذا شعرت بأنها تتحدث إليها بشكل شخصي؟ كانت أسئلة تتردد في عقلها، تشعر وكأنها تناديها للخروج من روتين حياتها اليومي.

بعد العمل، قررت أن تتوجه إلى المكتبة العامة. كانت تتنقل بين الصفحات القديمة في الأرشيف، كلما عثرت على تلميح جديد، كان الفضول يتزايد. شعور غريب كان يرافقها، كأن هناك شيئًا غير مرئي يتربص في زوايا المكتبة، ينتظر اللحظة المناسبة للظهور.

بينما كانت تتصفح الأوراق، شعرت بنظرات مشبوهة تتبعها. استدارت، لكن لم يكن هناك أحد. ومع ذلك، استمر الشعور بأن هناك من يراقبها، كأن هناك سرًا محبوسًا في العتمة.

عندما غادرت المكتبة، كانت قد قررت ألا تتراجع. في قلبها، كانت تدرك أن هذا السر قد يكشف عن جوانب من نفسها لم تكن تعرفها. لكن قبل أن تغادر، لمحت شيئًا في الزاوية. كانت صورة قديمة، يظهر فيها شخص لم تعرفه، لكن نظراته كانت تعرفها.

توقفت، وقلبها يتسارع. كانت تلك الصورة تحمل توقيعًا غامضًا، وكأنها تُشير إلى مسار لم تسلكه بعد. كان هناك إحساس قوي بأنها على حافة اكتشاف شيء كبير. ومع كل خطوة نحو المجهول، كانت تعرف أن العتمة تحتفظ بأسرار قد تغير مجرى حياتها إلى الأبد.

بين سيفين وعصرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن