الفصل 6: أسرار القدر المتشابكة

1 0 0
                                    


في قصر السلطان عثمان:

في أرجاء القصر، علت الأصوات وهي تعلن استعداد السلطان عثمان للرحيل. كان يقف وسط حشد من القادة والمستشارين، وقد بدا وجهه مليئًا بالعزم والإصرار، مرتديًا درعه الذي يعكس هيبته كقائد يعرف جيدًا معنى الحرب.

اقترب منه أحد مستشاريه، وقال بنبرة جادة:
"مولاي السلطان، الجنود مستعدون في الميدان، ونحن في انتظار أوامرك."

أومأ السلطان برأسه وقال بحزم:
"لن نخوض هذه المعركة لوحدنا، بل سندخلها بالإيمان والثبات. أعداء الوطن لا ينتظرون، ولن ننتظر بدورنا. اليوم، نثبت للجميع أن قوة الحق لا تنكسر."

ثم تمتم بصوت منخفض، وهو يستحضر القوة من قلبه:
"بِسْمِ اللهِ الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم."

وفي تلك اللحظة، التفت السلطان إلى جنوده ورفع صوته قائلاً:
"لتكن نيتنا خالصة لوجه الله، ولنحارب بعزم الرجال الأوفياء. سنعود بالنصر، أو لن نعود أبدًا."


في المحكمة

في المحكمة، كانت نيلوفر تقف بثبات أمام القاضي، وخلفها جمهور يراقب تفاصيل المحاكمة بشغف. اشتد الجدال بينها وبين محامي الدفاع الذي بدا وكأنه يستخدم كل الحيل الممكنة للدفاع عن موكله، لكن نيلوفر لم تظهر أي تردد، بل واجهته بثبات وتصميم.

المحامي رفع صوته محاولاً التأثير على الحاضرين:
"حضرة القاضية، لا يوجد أي دليل قاطع يثبت تورط موكلي. ما تقدميه ليس إلا مجرد تكهنات لا تُسندها حقائق دامغة."

ردت نيلوفر بنبرة قوية، لا تحتمل التهاون:
"القانون لا يُحابي، والأدلة التي بين أيدينا تتحدث بصوتٍ أعلى من كل الشكوك. لن نسمح بأن يصبح الظلم كلمة يُعتد بها هنا."

أخذ المحامي نفسًا عميقًا وقال بتحدٍ:
"أنتِ تحكمين على حياة إنسانٍ بناءً على افتراضات، هل تظنين أن هذا هو العدل؟"

نظرت نيلوفر إليه بعينين حازمتين، وردت بثقة:
"العدل ليس كلمة تُستخدم لتمويه الحقيقة. نحن هنا لنكشف كل الحقائق، ولن نتجاهل شيئًا. من يتجرأ على العبث بالأمن والاستقرار يجب أن يتحمل عواقب أفعاله."

تابع المحامي محاولته الأخيرة وقال:
"لكن هل لديكِ ما يكفي من الشجاعة لتحمل مسؤولية حكم كهذا؟ ماذا لو كنتِ مخطئة؟"

ابتسمت نيلوفر بثقة، وأجابت:
"الخوف من الخطأ لا يجب أن يمنعنا من تحقيق العدالة. القانون لن يكون لعبة في أيدي من يحاولون استخدامه لتحقيق مصالحهم الخاصة. إذا كنت ترى في الأمر ظلماً، فلكَ الحق في تقديم دفاعك، ولكن تأكد أنني لن أسمح للباطل بأن ينتصر."

في تلك اللحظة، حل صمتٌ على القاعة، ونظرات الحضور كانت تشيد بشجاعتها وصدقها. كانت هذه اللحظة تأكيدًا جديدًا على عزمها في الدفاع عن الحق، وأنها لن تتراجع مهما كان الثمن.

بين سيفين وعصرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن