"من يسعى وراء الحقيقة في الظلام، قد يتلمس نورًا لا يدركه إلا من عاش في الظلال."
في قصر السلطان عثمان:
في قصر السلطان العثماني، حيث كانت أضواء الشموع تتراقص في كل ركن، كان السلطان عثمان واقفًا أمام نافذة ضخمة تطل على الحدائق. الرياح تعصف بالأشجار خارجًا، وفي قلبه كانت العواصف أكثر هولًا. الأخبار تتوالى، وكل تقرير يحمل معه أخبارًا غير مطمئنة: الخيانة تتسلل إلى داخل القصر، والشائعات حول تمرد في شمال البلاد تتزايد. القلق كان يعشش في قلبه، ولكنه لم يسمح لهذا الشعور بالسيطرة عليه.
عينيه الحادتين على وثيقة جديدة كان قد قرأها للتو. قال وهو يطويها بعناية، وكأن هذه الحركة هي بمثابة قراره الحاسم:
"الحدود الشمالية تتعرض للتهديد، لا يمكن أن ننتظر أكثر. يجب أن نتحرك بسرعة، ولا وقت للانتظار."ثم نظر إلى مستشاره العسكري، الذي كان ينتظر في زاوية الغرفة، وقال له بصوت حازم:
"أرسلوا أفضل فرقنا إلى الشمال. نعلم أن هناك من يحاول تخريب استقرارنا من الداخل. لا يمكن أن نترك هذا يمر دون رد."رفعت يد السلطان مرة أخرى، وعيناه متأملتان في المسافة أمامه، وكأنه يرى شيئًا أكبر من مجرد تهديد على الحدود.أضاف بلهجة حاسمة:
"وَقُومُوا بِالْحَقِّ وَإِنَّكُمْ لَا تُظْلَمُونَ" (سورة آل عمران، 182)ثم نظر إلى مستشاره وقال:
"لا أريد أن أسمع بعد الآن عن خيانة أو تحركات مشبوهة. نريد دلائل واضحة، ولن نسمح لأي خائن بالمرور دون عقاب."وأضاف بعزم، وهو يرفع صوته:
"أرسلوا أمرًا مباشرًا لكل قائد في المنطقة. هذا ليس وقت الشكوك. من يخطئ، يُحاسب."في تلك اللحظة، كانت ذهنه مشغولًا بالعديد من الأفكار. كان يعرف أن هذه الأيام ستكون حاسمة، وأن ما يحدث الآن قد يغير مجرى تاريخ المملكة. كان يشعر أن الخيانة، إذا لم يتم القضاء عليها سريعًا، قد تؤدي إلى كارثة.
في محكمة نيلوفر:
في قاعة المحكمة، كان الجو مشحونًا بالجدل والحديث الحاد. نيلوفر كانت جالسة على المقعد، تحت ضوء الشموع الساطعة، بينما كانت الأوراق أمامها تفيض بالأدلة والشهادات. لكن، رغم كل ما كان في متناول يدها، كانت تعلم أن المحاكمة لم تنتهِ بعد. كان هناك من يحاول تغيير مسار العدالة، وكانت مستعدة لمواجهتهم.
صوت أحد المحامين ارتفع في القاعة قائلاً:
"أيها القاضي، كيف يمكن أن تُصدر حكمًا بناءً على أدلة غير كافية؟ هذا افتراء واضح على موكلي! أدلة غير قاطعة، مجرد شكوك!"نظرت نيلوفر إليه نظرة حادة، ثم قالت بصوت هادئ لكنه مليء بالقوة:
"أنت محق في أمر واحد فقط: لا يمكن إصدار حكم بناءً على الشكوك. لكن الأدلة التي بين يدي لا تكذب. وما تقوله مجرد محاولات للتشويش على سير العدالة."
أنت تقرأ
بين سيفين وعصرين
Misterio / Suspensoفي قلب العصر العثماني، حيث تُسطر الأمجاد وتُخفى الأعداء في الظلال، يواجه سلطانٌ وحيدٌ عبء مملكته، تتلألأ عيونه بالهموم والأحلام. وفي ليلةٍ سحرية، تفتح بوابة الزمن، لتدخل فتاةٌ من المستقبل، تحمل في قلبها شجاعةً ، كأنها زهرة تتفتح في صحراء قاحلة. تترا...